إسلام مبارك: نجمة سودانية تأسر الحضور في مهرجان الأفلام العربية بهوليوود

في تأكيد لسمعة السينما السودانية الصاعدة على الساحة العالمية، استطاعت الفنانة الشابة إسلام مبارك أن تحجز مكانًا بارزًا في مهرجان هوليوود للأفلام العربية لعام 2025، حيث نالت جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن دورها المؤثر في الفيلم المصري سيرة أهل الداي، من إخراج كريم الشناوي. هذا الإنجاز يُعد شهادة قوية على تداخل الفن السوداني-المصري وتألق المواهب العابرة للحدود.

عن الجائزة والفيلم

أقيم Hollywood Arab Film Festival في الفترة 9–13 أبريل 2025 بمدينة غلينديل في لوس أنجلوس، واحتفل بفيروز في السينما والنجوم العرب. وكان فيلم سيرة أهل الداي أحد أبرز الأفلام المعروضة، حيث تناول قصة فتاة نوبية مصابة بالبياض (ألبينو) تقف أمام تحديات الهُوية والقبول الاجتماعي على وقع انطلاقها في تجربة غنائية ضمن برنامج “ذا فويس” في القاهرة.

في هذه الدراما الحساسة، أدّت إسلام مبارك دورًا لافتًا، حيث رسمت مشاعر معقدة بدقة؛ من الألم والغربة إلى الإصرار والطموح. وقد منحتها لجنة التحكيم تقديرًا خاصًا لما نقلته من “تجربة إنسانية عميقة ومعبرة”، حسب ما جاء في بيانها الرسمي.

من بدايات متواضعة إلى منصة دولية

ولدت إسلام مبارك في السودان، وشقّت مسيرتها الفنية بخطى ثابتة بعد أدوار ملحوظة في فيلم “You Will Die at 20” (2019) للمخرج أمجد أبو العلا، حيث لعبت دور والدة بطله، مما أكسبها أولى بصمات حضورها على الساحة الفنية.
عام 2025، انضمت لوكالة MAD Celebrity التابعة لـ MAD Solutions في القاهرة، لإدارة مسيرتها الفنية بعد مشاركتها البارزة. في HAFF، لم يُغنِ اعتراف المهرجان فقط عن موهبتها التمثيلية، بل فتح بوابة أمامها لعروض جديدة في السوق الأميركي والعربي، وتوجّه دعوات للظهور في مشاريع تلفزيونية عالمية.

دلالات الصورة السودانية في السينما

فوز إسلام ليس مجرّد جائزة، بل هو تعبير عن عولمة السينما السودانية التي بدأت تحفر مكانها بين الإنتاجات العربية والعالمية. كما يعكس التفاعل الثقافي المستمر مع مصر، التي تمثل وجهة أساسية للمواهب السودانية، بالإضافة إلى تقديم تمثيل جديد للهوية الإفريقية من خلال قصص تخرج عن النمطية وتتناول مواضيع مثل الجلد، الغربة، الطموح والانتماء.
الفيلم نفسه من إخراج مصري وأنتج عبر Blueprint Productions، وحصد أربع جوائز في HAFF تشمل أفضل إخراج وسيناريو، بالإضافة إلى الجائزة الكبرى. إسلام مبارك حصدت إحدى الجوائز بأدائها المميز، مما يعزز تمثيلها الرمزي لموجة السودانيين المؤثرين في الفن العربي الحديث.

الأثر الإعلامي والتواصل الاجتماعي

انتشرت صور إسلام مبارك خلال تسلّم الجائزة على مواقع التواصل، وظهورها ضمن لحظات الفوز أضاءت حديثًا عبر المنصات. كما تحدثت في تصريحات للصحافة الأميركية والعربية عن تجربتها في الفيلم، وذكرت:

> “أردت أن أكون صوتًا لمن لا يجد نفسه في صناعة الفن، خصوصًا من يملك قصصًا عميقة وأبعادًا إنسانية مثل هذه الشخصية”.
وقد نالت تغريدات وإعجابات واسعة، ما يؤكد أنّ الجمهور العربي – بل العالمي – بات يرصد مواهب قادمة من السودان ومصر، تسرد قصصًا تجمع بين التراث والجديد.

السينما كأداة تغيير

إنجاز إسلام مبارك ليس وليد صدفة، بل هو نتيجة جهود متواصلة من المبدعين السودانيين، غالبًا ضمن مشاريع مشتركة مع مصر. ويندرج ضمن تحركات أوسع تدعم المواهب السودانية لاكتشاف فرص احترافية في ظل أزمة البلاد، التي دفعت العديد منهم لمغادرة السودان بعد 2023.
التأثير هنا مزدوج: فمن جهة يتم رفع الصور الفنية الإنسانية إلى منصة فنية دولية، ومن جهة أخرى يُستعاد عنصر القوة النفسية لدى الجمهور السوداني من خلال رؤية مواهبه تحصد تقديرًا عالميًا، ما يبعث برسالة صمود.

الصفحات التالية: ماذا بعد؟

بدأت إسلام مبارك التفاوض حول مشاريع قادمة، منها أدوار سينمائية وتلفزيونية في مصر ودول خليجية، وأخرى محتملة في هوليوود عبر شراكات تجريها MAD Celebrity.
تنتظر غادر الفيلم إلى مهرجانات أوروبية كبيرة، مثل لندن وتورونتو، ما يعزز فرص ظهور إسلام عالميًّا مجددًا.
يترافق هذا الإنجاز مع إعلانها نيتها إطلاق مهرجان سنوي صغير لأفلام الشابات العربيات في القاهرة، يحمل اسمها كوسيلة لدعم المواهب الشابة، لا سيما من السودان والمنطقة.

ففي الخلاصة:جائزة إسلام مبارك في مهرجان هوليوود للأفلام العربية تمثل لحظة فارقة للسينما السودانية. إنها ليست مجرد فوز، بل شهادة على قدرة الفنانين السودانيين على اقتحام الساحة الفنية العربية والعالمية، بل على فرض رؤيتهم الثقافية والأدبية.
من خلال أداءٍ مؤثر وشخصية تمثل عمق القضية الإنسانية، أكدت إسلام أنّ الصداقة بين السينما والهوية الأفريقية ممكنة، وأنها قادرة على نقل القصص من قلب الخرطوم إلى هوليوود، ومن الشاشة إلى القلوب.