الصين تقترح هيئة عالمية للتعاون في حوكمة الذكاء الاصطناعي

الصين تقترح هيئة عالمية للتعاون في حوكمة الذكاء الاصطناعي
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

شنغهاي، 26 يوليو 2025 – في خطاب مؤثر ألقاه رئيس وزراء الصين لي تشيانغ خلال افتتاح مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي في شنغهاي، أعلنت بكين عن مبادرة استراتيجية لإطلاق هيئة دولية للتعاون في حوكمة الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى تكوين إطار تحكيمي عالمي يشمل جميع الدول، خاصة دول الجنوب، ويحول دون هيمنة تكنولوجية للدول الكبرى.

📌 السياق: الذكاء الاصطناعي كمساحة تنافس وتقاطع

شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في النزاعات التقنية بين الولايات المتحدة والصين، لاسيما حول موضوع تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي والسيطرة على شبكات الإنترنت العالمية. من جانبها، تحرص بكين على تقديم نفسها كصوت معارض لاحتكار التكنولوجيا، خاصة في مواجهة قيود تصدير المعالجات المتقدمة من شركات مثل NVIDIA إلى الصين 1.

رغم هذه الضغوط، شاركت أكثر من 800 شركة دولية وصينية في المؤتمر، بينها هواوي وعلي بابا وتييسلا وأمازون، وعرضت أكثر من 3000 ابتكار تقني في مجال الذكاء الاصطناعي 2.

🎯 أهداف الهيئة المقترحة

  • توحيد قواعد اللعب: معالجة التجزئة العالمية في الحوكمة من خلال إطار قانوني موحد يحظى بتأييد واسع 3.
  • العدالة الرقمية: ضمان وصول كامل لدول الجنوب والتقليل من هيمنة الدول المتقدمة على التكنولوجيا 4.
  • تأمين البشر أولًا: التشديد على أن التكنولوجيا يجب أن تبقى تحت إشراف الإنسان، مع تنظيم استخداماتها الأخلاقية 5.
  • مكافحة مخاطر محددة: معالجة تحديات مثل «الهلاوس الآلية» و«الذكاء الزائف العميق» وانتشار الذكاء الصناعي العشوائي 6.

📄 خطة العمل: 13 نقطة أساسية

عقب إعلان رئيس الوزراء، أصدرت وزارة الخارجية الصينية خطة عمل مكونة من 13 بندًا، تدعو إلى:

  • إطلاق آليات روبوتية عبر الأمم المتحدة لتعزيز الحوارات العالمية.
  • تعزيز البنية التحتية الرقمية في البلدان النامية، مع استثمارات في مراكز البيانات وشبكات الجيل الجديد 7.
  • تطوير مجتمعات مصادر مفتوحة مشتركة عبر الحدود.
  • إقامة اختبار وتقييم موحد للمخاطر التكنولوجية.
  • تمكين المشاركة الحقيقية للمجتمعات المدنية (غير الحكومية) والعلماء بآليات شفافة وبعيدة عن احتكار النخب السياسية 8.

🛡️ نقد اللامساواة الرقمية والتجزئة الحوكمية

ذكّرت الصين العالم خلال المؤتمر بـمحدودية النظام الحالي في إدارة الذكاء الاصطناعي، خاصة ما يتعلق بالولايات المتحدة التي يُنظر إليها كمهيمنة على الموارد التقنية سياسياً وفنيا. الصين قدمت نفسها كبديل يدعو إلى انفتاح أكبر وشمولية أوسع لجميع الدول 9.

في رأي المحلل التقني، “تجزئة الحوكمة الحالية ظهرت بوضوح في الطبقات التكنولوجية، حيث تتحكم أميركا وأوروبا بشكل فعلي في جهة تطوير الإطار التنظيمي، بينما تُترك دول الجنوب خارج الصورة” 10.

📊 مقارنة بالأطر القائمة دولياً

المبادرةالمنظمة الأمنطاق العملمميزاتها
GPAIOCDEعالمي معتمد على الدول الديمقراطيةمستخدَم دولي لإنشاء تطبيقات الذكاء وفق القيم الديمقراطية 11
SDI (الاتحاد الأوروبي)مجموعة السبع / الاتحادشراكة تقنية تنظيمية أوروبيةتأطير تشريعات وقوانين وضعية وأخلاقية للذكاء الصناعي
مبادرة الصيناقترحت الأمم المتحدةشمول دولي واسع، مركز في شنغهايكسر احتكار التكنولوجيا وتمكين الجنوب، خطة عمل شاملة

🌐 ردود الفعل والمواقف الدولية

الاتحاد الأوروبي علّق بأنه يراقب المؤتمرات الصينية بحذر، ويريد ضمان أن الشراكة ليست طريقة لإضعاف قواعد الخصوصية الأوروبية وآليات GDPR.

الولايات المتحدة لم توقع بعد على الاتفاقية المشار إليها في “بيان باريس” عن الذكاء الشامل والمستدام؛ حيث رفضت النظرة الشاملة للتنظيم باعتبارات تتعلق بالأمن القومي والمرونة التنموية 12.

🔍 آراء محللين: هل الخطوة لها قوة فعلية؟

“هيئة بحجم عالمي قد تُعد انطلاقة، لكنها دون دعم مؤسس داخلي وحزام سياسي (الأمم المتحدة، مجموعة الدول النامية)، ستبقى صوتًا لا قانونه” – تعليق تقني دولي.

يرى بعض الخبراء أن نجاح هذه الهيئة يعتمد على مشاركة فعالة من مجموعات الجنوب، وتوسيع نطاق ديمقراطية السياسات بين الدول. لأن وجود منصة فقط لن يغير شيئًا ما لم يكن مقرونًا بآليات تطبيق ومراقبة شفافة.

🔮 السيناريوهات المتوقعة المستقبلية

  1. افتتاح مقر الهيئة في شنغهاي: خطوة رمزية تؤكد ريادة الصين في رسوخ الشبكة التقنية.
  2. انضمام نحو 70 دولة في الدفعة الأولى عبر الأمم المتحدة، مع وعد بتقديم مساعدات فنية وتدريبية.
  3. ردود فعل أمريكية قد تشمل تقديم إطار حوكمة بديل يركز على سوق حر أكثر وطبيعة تنافسية.
  4. دمج الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إذا نجحت الهيئة في جذب الشركاء الغربيين كمنصة تكميلية للتشريعات التقنية.

📌 خلاصة وتحليل ختامي

جدّد الطرح الصيني الرسائل التالية:

  • الحوكمة الرقمية لا يمكن أن تُبنى على أسس سيادية عنيفة أو احتكارية.
  • وجود المؤسسية الدولية ضروري لوقف النزعات التكنولوجية العرقية والسياساتية.
  • الصين تطمح للتعاون، لكن عبر نموذج «تقنية منفتحة لـكلّ الإنسانية».

لكن التحديات أمام المشروع كبيرة: هل تنجح في جذب الغرب؟ وهل يمكن لمثل هذه الهيئة أن تعمل بمعزل عن التنافس القائم في الذكاء على الأرض؟ ما مدى التزام الصين بتنفيذ التوزيع العادل للدعم الفني؟

في عصر تتزايد فيه مخاطر الذكاء الزائف والتزييف العميق والهجمات السيبرانية، تظل الرؤية المقترحة لهيئة دولية حوكمة الذكاء الصناعي منبراً يجمع الإنسانية، إذا رغب العالم في الحوار الفعلي وليس التنازع على السلطة التقنية.

59 / 100

نتيجة تحسين محركات البحث

               اجعلنا نستغني عن                عوائد الإعلانات المزعجة

شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

اترك تعليقًا أو أرسل موضوعًا أو قصة