في تطور دراماتيكي قد يُنذر بانهيار واحدة من أبرز التحالفات السياسية في الولايات المتحدة، اندلعت مواجهة كلامية حادة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، بعد أن تبادل الطرفان الانتقادات العلنية حول مشروع قانون الموازنة الجديد .
بداية الخلاف: انتقادات ماسك لمشروع الموازنة
بدأت الأزمة عندما أعرب ماسك عن استيائه من مشروع قانون الموازنة الذي وصفه بـ”الفظاعة المقززة”، محذرًا من أنه سيزيد العجز ويُسرّع من نمو الدين الوطني . ودعا المواطنين الأميركيين إلى الضغط على المشرعين لرفض المشروع، معتبرًا أن رفع سقف الدين دون تقليص كافٍ في الإنفاق أمر غير مقبول.
رد ترامب: استياء وتشكيك في العلاقة
ردّ ترامب على تصريحات ماسك خلال مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي، معربًا عن “استياء بالغ” من الانتقادات التي وجهها ماسك . وقال: “إيلون وأنا جمعتنا علاقة رائعة. لا أعرف ما إذا ستبقى كذلك”. وأشار إلى أنه فوجئ بالانتقادات، خاصة وأن ماسك كان على دراية بتفاصيل مشروع القانون ولم يُبدِ أي اعتراض سابقًا.
ماسك يرد: “كلام ترامب خاطئ”
لم يتأخر ماسك في الرد، حيث كتب على منصة “إكس”: “كلام ترامب خاطئ، لم يُعرض عليّ هذا القانون ولو لمرة واحدة، وتم إقراره في جنح الليل بسرعة كبيرة لدرجة أن لا أحد تقريبًا في الكونغرس استطاع قراءته!” . كما أعاد نشر تغريدة قديمة لترامب تعود إلى عام 2012، قال فيها: “لا يجوز لأي عضو في الكونغرس أن يكون مؤهلاً لإعادة انتخابه إذا كانت ميزانية بلادنا غير متوازنة – العجز غير مسموح به!”، معلقًا: “أين هذا الرجل اليوم؟”.
تداعيات الخلاف: تراجع في أسهم تسلا
عقب هذه المواجهة، هبطت أسهم شركة “تسلا”، التي يملكها ماسك، بنسبة 8%، مما يعكس تأثير الخلاف على الأسواق المالية وثقة المستثمرين .
العلاقة السابقة بين ترامب وماسك
تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين ترامب وماسك كانت توصف بـ”الرائعة”، حيث كان ماسك يشغل منصب رئيس هيئة الكفاءة الحكومية في إدارة ترامب، وكان يُعتبر من أبرز مستشاريه في مجالات التكنولوجيا والطاقة . كما سبق أن أشاد ترامب بإنجازات ماسك في مجال الأعمال، خاصة فيما يتعلق بشركتي “تسلا” و”سبيس إكس”.
مستقبل العلاقة: هل من تصالح قريب؟
يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن هذه العلاقة من تجاوز الخلاف الحالي، أم أن المواجهة الكلامية الأخيرة ستُشكل نقطة تحول تؤدي إلى قطيعة بين الطرفين؟ في ظل التوترات السياسية والاقتصادية الراهنة، قد يكون من الصعب التنبؤ بمستقبل العلاقة بين ترامب وماسك، خاصة إذا استمرت الخلافات حول السياسات الاقتصادية والمالية.
خاتمة
تُسلط هذه المواجهة الضوء على التحديات التي تواجه التحالفات السياسية في الولايات المتحدة، خاصة عندما تتداخل المصالح الاقتصادية مع السياسات الحكومية. ومع استمرار الجدل حول مشروع قانون الموازنة، يبقى من المهم مراقبة تطورات العلاقة بين ترامب وماسك، وتأثيرها المحتمل على المشهد السياسي والاقتصادي في البلاد.