رحيل حيزان … صاحب أغرب قضية بر في تاريخ القضاء السعودي”

رحيل حيزان … صاحب أغرب قضية بر في تاريخ القضاء السعودي”
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp
📢 شارك القصة مع من تحب

في أحد أركان الذاكرة القضائية في المملكة العربية السعودية، يبرز اسم حيزان بن نحيت، الرجل البسيط الذي كتب اسمه في صفحات التاريخ، لا لثرائه أو منصبه، بل لقضية إنسانية فريدة جعلت منه رمزًا للبر والوفاء، وفتحت أبواب الحديث حول قيم الأسرة والتكافل في المجتمع.

ومع الإعلان عن رحيله، عادت قصته إلى الواجهة، ليستذكر السعوديون والعرب تفاصيل واحدة من أغرب القضايا التي شهدتها ساحات المحاكم في المملكة، والتي حوّلت جلسات القضاء إلى مشهد مؤثر من مشاهد الإنسانية النادرة.

🌿 بداية القصة: خصومة غير معتادة

في سابقة نادرة، دخل حيزان قاعة المحكمة ليس كمدّعٍ أو مدّعى عليه في نزاع مالي أو عقاري، وإنما في قضية تتعلق بـمن له الحق في رعاية أمه المُسنة.

فقد وقف الرجل، الذي تقدّم به العمر، أمام القضاء مطالبًا بحق رعاية والدته، رافضًا أن يتركها في رعاية شقيقه الأصغر الذي كان يطالب بدوره باحتضانها وخدمتها، وكلٌّ منهما يدّعي أنه الأحق بخدمتها في أيامها الأخيرة.

قضية لا تُشبه غيرها، ولا يُعرف لها مثيل في محاكم كثيرة. فبدل أن تكون شكوى من عقوق أو تقصير، كانت شكوى من نوع آخر: تنافس على البر.

👵 الأم هي المحور.. والبر عنوان الخصومة

تفاصيل القضية تعود إلى سنوات مضت، حينما مرضت والدة حيزان، وبدأت تحتاج إلى رعاية دائمة، وبينما اعتاد الناس على رؤية الأبناء يتهربون من مسؤولية الوالدين أو يسعون للتنصل منها، كان حيزان وشقيقه يخوضان نزاعًا عكسيًا، فيه من البر أكثر مما فيه من الخصام.

أصرّ حيزان على أن والدته يجب أن تبقى معه، وأنه الأحق بخدمتها والاعتناء بها، لأنه الأكبر سنًا، ولأنه لم يتزوج وخصّص حياته كلها لخدمتها. في المقابل، اعتبر شقيقه أن من حقه أن ينال برّ والدته، وأن يقدم لها الرعاية بنفسه.

المحكمة وجدت نفسها أمام موقف غير مألوف. وبحسب تقارير إعلامية قديمة، جلس القاضي يتأمل الرجلين، قبل أن تنهمر دموعه، في مشهد نادر استدعى تصفيق الحاضرين ودموعهم، حيث أدرك الجميع أن هذا ليس نزاعًا تقليديًا، بل قصة وفاء في زمن المادة.

⚖️ الحكم الصعب في قضية عاطفية

لم يكن من السهل على القضاء أن يصدر حكمًا في قضية ذات طابع إنساني بحت، لكنها انتهت بحل وُصف بـ”العادل والمُرضي”، إذ قرر القاضي أن تُمنح الوالدة خيار الإقامة لدى كل من الابنين بالتناوب، حتى تنال من برهما معًا، ولا يُحرم أي منهما من شرف خدمتها.

ورغم أن القرار لم يُرضِ حيزان تمامًا، إلا أنه قبله برحابة صدر، مقدّرًا رغبة المحكمة في تحقيق التوازن.

🌟 قصة تلهم الأجيال

تحولت قصة حيزان منذ ذلك الحين إلى رمز للبر الحقيقي، وتناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على مدار سنوات، حتى أصبحت مادة تعليمية تُدرّس في المدارس، ومثالاً حيًّا في الخطب الدينية والندوات الثقافية.

ما فعله حيزان لم يكن مجرد موقف عابر، بل درس عميق في معنى الإحسان، خصوصًا في زمن باتت فيه الكثير من القيم الأسرية مهددة بالتآكل تحت وطأة الانشغال واللهاث خلف الماديات.

💔 الرحيل.. وخسارة قيمة إنسانية

مع إعلان وفاة حيزان بن نحيت، عبّر سعوديون من مختلف المناطق عن حزنهم الشديد، رغم أن الرجل لم يكن من المشاهير التقليديين، ولم يمتلك حسابات على مواقع التواصل، ولم يظهر على شاشات الإعلام كثيرًا.

لكن قصته كانت كافية لتجعل له مكانة في القلوب، وتُظهر أن الشهرة الحقيقية ليست في الأضواء، بل في الأثر.

ونعى العديد من المغردين حيزان بعبارات مؤثرة، منها: “مات الرجل الذي اختلف مع شقيقه على من يخدم أمه”، و”البر لا يُورّث، لكنه يُكتسب.. وحيزان كان أستاذًا في ذلك”، و”رحمك الله يا من علمتنا أن الرجولة مواقف”.

📚 دروس مستفادة من سيرة رجل بسيط

قصة حيزان تفتح باب التأمل في مفاهيم البر، وتدعونا جميعًا لإعادة التفكير في علاقتنا بآبائنا وأمهاتنا. فالرجل لم يقدّم أموالاً ولا خطبًا ولا كتبًا، بل قدم سلوكًا صامتًا يُعبّر عن أعظم القيم.

وفي وقت تزداد فيه شكاوى المسنين من الإهمال، وتزداد قضايا العقوق في المحاكم، تظل سيرة حيزان بمثابة النور الذي يضيء الطريق لمن أراد أن يكون بارًا حقًا.

🔴 خاتمة:

رحل حيزان بن نحيت، لكنه ترك إرثًا لا يُقاس بالأموال، بل بالمحبة والوفاء والبر. وبينما نودّعه، يبقى اسمه شاهدًا على أن البساطة والنية الطيبة يمكن أن تكتب للتاريخ أجمل فصوله.

📢 شارك القصة مع من تحب
61 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

اترك تعليقًا أو أرسل موضوعًا أو قصة