سعر الدولار مقابل العملات العربية اليوم السبت 17 مايو 2025

شهد سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات العربية استقرارًا ملحوظًا اليوم السبت 17 مايو 2025، مدعومًا بعوامل عدة تتعلق بثبات السياسات النقدية في دول الخليج، وربط العديد من العملات الوطنية بالعملة الأمريكية، في حين سجلت بعض العملات الأخرى تغيرات طفيفة مرتبطة بعوامل داخلية وإقليمية.
الريال السعودي: استقرار رغم التحركات العالمية
في السعودية، استقر سعر صرف الدولار عند 3.7506 ريال سعودي، وهو المعدل الذي يحافظ عليه البنك المركزي السعودي منذ سنوات بفضل سياسة الربط الصارم بالدولار. ورغم تقلبات أسعار النفط، فإن المملكة تمضي قدمًا في الحفاظ على هذا المستوى لضمان الاستقرار الاقتصادي، خاصة في ظل تنفيذ مشاريع “رؤية 2030” التي تتطلب مناخًا ماليًا مستقرًا.
الدرهم الإماراتي: ثبات عند 3.673
في الإمارات، واصل الدولار استقراره عند 3.673 درهم إماراتي، وهو السعر الذي لم يشهد تغيرًا يُذكر منذ أكثر من عقدين. سياسة الربط المباشر بالدولار تسهم في تعزيز مكانة الدرهم كعملة مستقرة، وتجعل من الإمارات بيئة موثوقة للأعمال والاستثمار، لاسيما في قطاعات العقارات والسياحة والتمويل.
الدينار الكويتي: الأعلى قيمة
الدينار الكويتي يواصل صدارته كأعلى عملة عربية من حيث القيمة مقابل الدولار، حيث سجل اليوم 0.3074 دينار لكل دولار أمريكي. هذه النسبة تعكس قوة الاقتصاد الكويتي واحتياطياته المالية الكبيرة، إلى جانب السياسة النقدية الحذرة للبنك المركزي الكويتي. يُذكر أن الدينار غير مربوط بالدولار بشكل صارم، بل يستند إلى سلة عملات تضمن له مرونة نسبية.
الريال العماني: استقرار ضمن سياسة نقدية محافظة
في سلطنة عمان، بلغ سعر الدولار 0.3845 ريال عماني، ما يعكس استمرار الاستقرار الذي تنتهجه السلطنة في سياساتها النقدية. ورغم التحديات الاقتصادية الناتجة عن تذبذب أسعار الطاقة، إلا أن البنك المركزي العماني يحافظ على هذا المعدل منذ سنوات لتفادي أي تأثيرات تضخمية محتملة.
الريال القطري: استقرار عند 3.64–3.65
في قطر، حافظ الريال القطري على استقراره بين 3.64 و3.65 مقابل الدولار، مدعومًا بربط العملة رسميًا بالدولار منذ 2001. هذا الثبات يعكس أيضًا استقرار بيئة الاستثمار في الدوحة، خاصة مع استمرار إنفاق الحكومة على مشاريع البنية التحتية والطاقة.
الجنيه المصري: تقلبات وتوقعات
أما في مصر، فقد شهد الجنيه المصري حالة من الاستقرار النسبي عند مستويات تراوحت بين 49.2 و49.5 جنيهًا للدولار في السوق الرسمية، بعد فترة من الانخفاض الحاد مطلع العام. ويأتي هذا الاستقرار وسط توقعات بزيادة التدفقات الاستثمارية عقب توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية مع دول الخليج وصندوق النقد الدولي. ويرجح الخبراء أن الجنيه سيظل تحت الضغط حتى نهاية 2025، ما لم تحدث طفرة كبيرة في الصادرات أو السياحة.
الدينار الأردني: ثبات بدعم سياسة الربط
سعر صرف الدينار الأردني اليوم بلغ 0.709 دينار مقابل الدولار، وهو مستوى ثابت تقريبًا منذ سنوات، إذ يعتمد البنك المركزي الأردني على سياسة الربط المباشر لضمان استقرار العملة وتعزيز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين.
الليرة اللبنانية: انهيار مستمر
في لبنان، استمرت الليرة اللبنانية في تدهورها حيث تخطى الدولار حاجز الـ 92 ألف ليرة في السوق السوداء، في ظل أزمة اقتصادية خانقة وانعدام الثقة بالإجراءات الإصلاحية. ويفتقر البنك المركزي إلى الأدوات النقدية الفعالة نتيجة استنزاف احتياطاته من النقد الأجنبي، مما يكرّس حالة الانفلات في سوق العملات.
الدينار الليبي والعملة السودانية: تقلبات حادة
الدينار الليبي سجل حوالي 5.03 دينار مقابل الدولار، وسط اضطراب سياسي مستمر بين حكومتين متنافستين. أما الجنيه السوداني، فقد بلغ حوالي 1600 جنيهًا مقابل الدولار، في ظل أزمة اقتصادية وإنسانية شاملة بعد الحرب الدائرة في البلاد.
أسباب الاستقرار والتقلبات
تعكس هذه الأرقام تفاوتًا بين الاقتصادات العربية. فالبلدان التي تربط عملاتها بالدولار مثل السعودية والإمارات وقطر تحافظ على استقرارها، فيما تواجه دول أخرى مثل مصر ولبنان والسودان صعوبات بسبب تراجع الاحتياطي النقدي، وغياب سياسات مالية واضحة.
كما أن السياسات الأمريكية، خاصةً المتعلقة بأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، تؤثر على تدفقات الدولار إلى الأسواق الناشئة، مما يزيد الضغط على العملات المحلية في بعض الدول العربية.
توقعات مستقبلية لسعر الدولار في المنطقة العربية
وفقًا لتقارير اقتصادية حديثة، يُتوقع أن يحافظ الدولار على قوته النسبية خلال النصف الثاني من عام 2025، خاصة إذا واصل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سياسته الحالية أو قام برفع طفيف في الفائدة. ومع ذلك، فإن بعض العملات العربية قد تشهد تحسنًا نسبيًا إذا استمرت التدفقات المالية والاستثمارات الأجنبية المباشرة، لا سيما في مصر وتونس والعراق.
الخلاصة
سعر الدولار مقابل العملات العربية اليوم يعكس انقسامًا واضحًا بين دول تنعم بالاستقرار النقدي بفضل سياسة الربط، وأخرى تعاني من تقلبات حادة نتيجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية. وبينما تسعى دول مثل مصر ولبنان والسودان لإعادة بناء اقتصاداتها واحتياطاتها النقدية، تواصل دول الخليج الاستفادة من استقرار عملاتها لتعزيز جاذبيتها الاستثمارية.
وبينما يراقب المستثمرون والمستهلكون عن كثب تحركات الدولار، يبقى التحدي الأكبر هو في كيفية استثمار هذا الاستقرار المالي لتعزيز التنمية المستدامة في مختلف أنحاء العالم العربي.