شاب يعيد محفظة بها اكثر من 100 ألف جنيه… ورد فعل صاحبها يفاجئ الجميع!

في زمن تُختبر فيه القيم كل يوم، ظهرت قصة مذهلة من قلب العاصمة، حيث جسد شاب بسيط معنى الأمانة بأبهى صورها. بطل القصة شاب يُدعى “سالم”، يعمل سائق توصيل على تطبيقات الهاتف، لم يكن يتوقع أن يتحول موقف عابر في أحد أيامه المزدحمة إلى نقطة مضيئة في حياته وحياة غيره.
رحلة عادية تتحول إلى موقف نادر
في مساء يوم صيفي مزدحم، تلقى سالم طلب توصيل كالمعتاد، من أحد المطاعم في منطقة المعادي إلى عنوان راقٍ في حي الزمالك. أنهى المهمة دون أي مشكلة، وكما يفعل دائمًا، عاد إلى دراجته المتواضعة، ليتجه إلى موقع التوصيل التالي.
لكن وهو يركب الدراجة، لاحظ شيئًا غير معتاد: محفظة سوداء جلدية موضوعة على المقعد الخلفي. التقطها بسرعة، فتحها وهو يظن أنها تحتوي على أوراق عادية، لكنه فوجئ بأنها تحتوي على مبلغ مالي ضخم يتجاوز 100 ألف جنيه نقدًا، إضافة إلى بطاقات بنكية وهويات شخصية.
وقف سالم في مكانه لثوانٍ، قلبه يدق بشدة. فكر: “هل أحتفظ بها؟ هل أسلمها؟ ماذا لو لم أجد صاحبها؟” لكنه حسم قراره سريعًا دون تردد: “دي مش فلوسي، واللي ضايعها أكيد قلقان ومحتاجها… لازم أرجّعها.”
بداية البحث: كيف تجد صاحب محفظة لا تعرفه؟
أول ما فعله سالم هو العودة إلى تطبيق التوصيل الذي يعمل عليه. اتصل بخدمة العملاء، وشرح لهم الموقف بالتفصيل، مؤكدًا استعداده الكامل لإعادة المحفظة. بعد تحرٍّ من قِبل الدعم الفني، تم التوصل إلى رقم العميل الذي استلم الطلب في الزمالك.
أُبلغ الرجل بالخبر، ولم يصدق في البداية أن المحفظة المفقودة – التي لم يلاحظ غيابها بعد – قد وُجدت! تم الاتفاق على لقاء في اليوم التالي في نفس المكان الذي جرت فيه عملية التوصيل.
اللقاء الذي لن يُنسى
في صباح اليوم التالي، وقف سالم أمام باب فيلا أنيقة، يحمل بين يديه المحفظة الثمينة التي لا تخصه. خرج إليه رجل في الخمسين من عمره، يبدو عليه الثراء والقلق في آنٍ واحد. وقبل أن يُسلّمه المحفظة، سأله سالم بهدوء: “اسم حضرتك إيه؟” وتأكد من الهوية.
وحين أخرج المحفظة من كيس صغير، وقعت عينا الرجل عليها، فانهار في البكاء واحتضن سالم بشدة. قال له بصوت متهدج: “كنت رايح أدفع الفلوس دي في المستشفى كجزء من علاج بنتي اللي محتاجة تسافر بأسرع وقت… وكنت فاكر إن حياتها خلاص ضاعت.”
مكافأة مرفوضة ورد إنساني
عرض الرجل على سالم مكافأة مالية كبيرة، تعبيرًا عن امتنانه. لكن سالم رفض بلطف قائلاً: “أنا عملت اللي ضميري يمليه عليّ، ومش محتاج غير دعوة حلوة لبنت حضرتك.” الرجل أصر على تقديم شيء رمزي، فانحنى أمام أسرته وقبّل رأس سالم، وسط دهشة ابنته الصغيرة التي كانت تتابع المشهد بصمت وتأثر.
التقطوا صورة تذكارية، نشرها الأب لاحقًا على حسابه الشخصي في فيسبوك، وكتب تعليقًا صادقًا: “لسه في رجالة بجد… ربنا بعته في الوقت اللي كنت بفقد فيه الأمل.”
وسائل التواصل الاجتماعي تشتعل
في غضون ساعات، انتشرت صورة سالم كالنار في الهشيم. انتشر هاشتاج #سالم_الأمين
على تويتر وفيسبوك، وتفاعل معه آلاف المستخدمين، منهم من عبّر عن إعجابه، ومنهم من قدّم عروض دعم حقيقية، مثل:
- عرض عمل دائم من إحدى شركات التوصيل الكبرى
- مبادرة تعليمية لشقيقه الأصغر على نفقة إحدى الجمعيات
- تغطية إعلامية من قنوات محلية سلطت الضوء على الموقف
علق أحد رجال الأعمال قائلًا: “الأمانة مش بس صفة… دي كنز. وسالم أثبت إنه من الناس اللي يستحقوا كل تقدير.”
سالم يتحدث بتواضع ويكسب القلوب
حين سُئل سالم من أحد الصحفيين عن السبب وراء إرجاع المحفظة، أجاب ببساطة تُشبه بساطته: “أنا شغال على لقمة عيشي، بس عمري ما فكرت أكبر على حساب حد تاني… وبعدين، النهاردة أنا لاقيت، بكرة ممكن أكون اللي ضايع مني.”
لم يكن يبحث عن شهرة، ولم يتعمّد الظهور. تصرف بفطرته، وكأن الأمانة جزء من تكوينه الطبيعي. وما فعله لم يكن مجرد ردّ محفظة، بل إعادة ثقة مجتمع كامل في القيم التي نظن أحيانًا أنها تلاشت.
درس لنا جميعًا… من قلب موقف بسيط
قصة سالم لا تحتاج إلى تفاصيل درامية، لأنها بحد ذاتها قصة مؤثرة تُحكى في كل بيت. في عالم أصبح المال فيه هو الحكم، والتهافت على المكاسب السريعة هو القاعدة، يثبت هذا الشاب أن ما زال هناك من يضع القيم فوق كل شيء.
قالها سالم وهو يودّع الرجل: “مفيش حد فقير بالأخلاق… اللي عنده ضمير، أغنى من أي مليونير.”
قد لا يكون سالم مشهورًا أو ثريًا، لكنه اليوم أصبح رمزًا لشيء فقدناه لفترة… النُبل الحقيقي. وربما، في زحمة الأيام، نحتاج فقط لقصة مثل هذه كي نتذكر أن الخير ما زال حيًا… فينا.
هل مررت بموقف مشابه؟
هل سبق وشهدت موقفًا أعاد إليك إيمانك بالبشر؟ أو قابلت شخصًا تصرف بأمانة مفاجئة؟ شاركنا قصتك… فمن يدري؟ ربما نعيد معًا رسم ملامح الأمل، قصة بعد قصة، ولفتة بعد لفتة.