طفلة تنقذ أمها من الموت بذكاء لا يُصدق… إليك ما فعلته!

في قلب إحدى قرى محافظة المنوفية، وتحديدًا في ظهر يوم هادئ لا يوحي بأي مفاجآت، وقعت حادثة غريبة لكنها ملهمة للغاية. بطلتها ليست طبيبة ولا مهندسة، ولا حتى امرأة ناضجة، بل طفلة لم تتجاوز التاسعة من عمرها. اسمها “سُمية”، وربما لم يكن أحد يعرف اسمها قبل ذلك اليوم… لكنها اليوم حديث القرية، والمنصات، والقلوب.
كل شيء بدأ بانهيار مفاجئ
كانت “سُمية” تجلس في المطبخ تساعد والدتها “م.ن” في إعداد طعام الغداء. يوم عادي مثل بقية الأيام، أو هكذا ظنت. دقائق فقط فصلت بين لحظة الضحك مع والدتها، ولحظة السقوط الصامت. فجأة، انهارت الأم على الأرض دون صوت، عيناها مفتوحتان لكنها لا تتحرك، ولا تستجيب.
في البداية، صرخت الطفلة وبكت. حاولت هز والدتها، دون فائدة. جرت إلى الباب، طرقت بشدة على منزل الجيران، لكن لم يكن أحد هناك. الوحدة قاتلة، واللحظة مرعبة، خاصة لطفلة صغيرة. لكنها لم تنهَر كما يُتوقّع… بل وقفت مكانها، وأخذت نفسًا عميقًا، وتذكّرت شيئًا صغيرًا كانت قد شاهدته منذ أيام…
ذكاء غير عادي لطفلة بسيطة
قبل أسبوع تقريبًا، كانت “سُمية” قد شاهدت فيديو على هاتف أمها يتحدث عن الإسعافات الأولية. لم تكن تنوي تعلمه بجدية، لكنه شدّ انتباهها. والآن، في لحظة الأزمة، عاد كل شيء لذاكرتها.
أمسكت بهاتف والدتها المرتعش بين يديها الصغيرتين، وبدلاً من أن تطلب أي رقم عشوائي، فتحت المتصفح، وكتبت: “ماما وقعت ومش بتتحرك أعمل إيه؟”. ظهر لها رابط طبي موثوق يشرح خطوات إسعاف حالات الإغماء، فبدأت بالتنفيذ بهدوء، خطوة بخطوة:
- رفعت رأس والدتها قليلًا حتى لا يُغلق مجرى التنفس
- لاحظت أن هناك تنفسًا ضعيفًا، فطمأنت نفسها أن القلب ما زال يعمل
- أحضرت منشفة صغيرة، بللتها، ومسحت وجه والدتها
- فتحت نافذة المطبخ ليتجدد الهواء
- ثم اتصلت بالإسعاف، وشرحت الموقف بدقة وثقة أذهلت الموظف
الوقت كان حاسمًا… والتصرف أنقذ حياة
وصلت سيارة الإسعاف بعد 15 دقيقة تقريبًا. وخلال هذا الوقت، لم تفارق الطفلة والدتها لحظة. كانت تُمسك بيدها، وتهمس: “هتبقي كويسة يا ماما، أنا هنا”. نقل الفريق الطبي “م.ن” إلى المستشفى، وهناك كانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد.
قال الطبيب المناوب: “لو تأخرتم عشر دقائق أخرى، كان يمكن أن يتوقف القلب تمامًا.” لقد كانت الأم تعاني من هبوط حاد في الدورة الدموية، جعل المخ على وشك فقدان التروية. لكن ما فعلته الطفلة ساعد على الحفاظ على تدفق الأكسجين، حتى وصلت الرعاية المناسبة.
رد فعل الفريق الطبي: “إنتي دكتورة؟”
عندما سمع الأطباء والممرضون تفاصيل ما حدث من الطفلة، لم يصدقوا أنها تصرفت وحدها دون مساعدة من أحد. قال أحدهم ممازحًا: “إنتي ممرضة متخفية؟” فردّت “سُمية” بخجل وابتسامة: “أنا بس مش عايزة ماما تموت.”
وبينما كانت الأم في غرفة الإنعاش، جلست الطفلة بجانب الباب، تنتظر بقلق. وعندما أفاقت الأم، كانت أول من رأته، تمسك بيدها وتهمس: “ماتخافيش… أنا كنت شجاعة.”
القرية تحتفل بـ”الطبيبة الصغيرة”
لم تمر القصة بهدوء. خلال ساعات، كتب أحد الأطباء في المستشفى منشورًا على فيسبوك يحكي ما حدث، وانتشرت القصة كالنار في الهشيم. آلاف المشاركات والتعليقات، وصورة الطفلة مع تعليق: “بطلة بدون بدلة… الطفلة التي أنقذت أمها.”
بعد يومين، زار وفد من وزارة التضامن الاجتماعي الطفلة في مدرستها، وكرموها بشهادة تقدير، وقدموا لها ولزملائها دورة تدريبية في الإسعافات الأولية. كما وعد أحد المراكز الطبية بتبني موهبتها إذا رغبت في دخول المجال الطبي مستقبلًا.
رسالة من طفلة… إلى الكبار
قصة “سُمية” تؤكد أن الشجاعة لا تحتاج إلى عضلات، ولا الذكاء مشروط بالشهادات. أطفالنا قادرون على صنع المعجزات… فقط إذا آمنّا بهم، وفتحنا لهم أبواب المعرفة، ودرّبناهم على مواجهة الحياة لا مجرد حفظ الدروس.
وحين سُئلت الطفلة بعد كل ذلك: “إيه اللي خلاكي تتصرفي بالشكل ده؟”، أجابت بهدوء: “كنت خايفة… بس قلت في دماغي: لو فضلت أعيط ماما ممكن تموت… لازم أتصرف.”
الخلاصة: التعليم الحقيقي يبدأ من الحياة
ربما نعلّم أطفالنا القراءة والكتابة، لكنهم أحيانًا يُعلّموننا كيف نعيش بشجاعة وبساطة. تصرف “سُمية” قد يكون درسا لكثير من الكبار… في ضبط النفس، في سرعة التصرف، وفي معنى أن تحب بصدق.
هل ترى أن أطفالنا قادرون على اتخاذ قرارات ذكية وقت الأزمات؟
شاركنا رأيك… ومتى شعرت أن طفلك فاجأك بشيء لم تتوقعه؟