طفلة طلبت من أمها هدية غريبة في العيد… فبكت الأم ولم ترد!

طفلة طلبت من أمها هدية غريبة في العيد… فبكت الأم ولم ترد!
📢 شارك القصة مع من تحب

في أحد أحياء المدينة القديمة، حيث تتلاصق الجدران وتتشابه الحكايات، وقفت الطفلة “ملك”، ذات السبع سنوات، أمام والدتها في ليلة من ليالي رمضان الأخيرة. كانت ترتدي فستانًا باهت اللون، وتحمل في يدها قطعة حلوى قديمة تذوب في أصابعها. قالت بصوت مرتجف وكأنها تخشى أن يُسمع طلبها: “ماما… ممكن أطلب هدية العيد؟”

الطلب في ظاهره كان عاديًا، بل متوقعًا من طفلة في عمرها. لكن ما لم تتوقعه الأم، أن هذه المرة لن تطلب “ملك” فستانًا جديدًا، أو لعبة موسيقية، أو حتى حذاء لامعًا كصديقاتها. ما طلبته كان شيئًا أغرب… وأوجع.

أمنية ليست ككل الأمنيات

اقتربت “ملك” من أمها وهمست في أذنها: “أنا عايزة ننام كلنا سوا في نفس السرير… نفسي بابا ميباتش برة تاني.”

سقطت الكلمات على قلب الأم كالصاعقة. حاولت أن ترد، أن تبتسم، أن تُخفي الدموع، لكن جسدها خانه، فجلست على الأرض، تُخفي وجهها بين يديها، تبكي في صمت… صمت يشبه صمت زوجها كلما عاد من عمله المنهك، وأطفاله نيام.

وجع الغياب اليومي

كان الأب، الملقب بـ”ر”، يعمل سائق شاحنة ليلي، يغيب عن المنزل من بعد صلاة المغرب، ويعود في الفجر لينام حتى ما بعد الظهر. ومن ثم، يخرج من جديد. دورة يومية صارمة، حوّلت وجوده في البيت إلى “صورة رمزية”، دون تفاعل أو دفء.

لم يكن الأب مهملًا، بل مضطرًا. بعد أن خسر وظيفته الرسمية في ظروف قهرية، لم يجد سبيلًا آخر لإعالة أسرته سوى هذا العمل الليلي الشاق. ومع مرور الوقت، تحول بيته إلى محطة “نوم واستراحة”، لا أكثر.

قلب الطفلة يرى أكثر مما يُقال

“ملك” لم تكن تُدرك كل تلك التفاصيل المعقدة. لكنها شعرت بالفراغ. شعرت بأن والدها لا يحبها، أو ربما لا يهتم. كانت تراهم في المدرسة يتحدثون عن آبائهم، عن ضحكاتهم، عن خروجات العيد، وتمنت فقط… أن تحظى بليلة واحدة ينام فيها الجميع في دفء واحد.

تلك الأمنية البسيطة، كانت صرخة غير منطوقة من قلب صغير. صرخة فهمتها الأم، لكنها لم تجد لها حلاً، سوى أن تكتب.

رسالة لم تكن كغيرها

في تلك الليلة، كتبت الأم ورقة صغيرة بخط يدها المرتبك، ووضعتها في جيب قميص زوجها دون أن تخبره. كان فيها:

“أنا عارفة إنك بتتعب علشاننا… بس بنتك شايفة غيابك جرح، مش تضحية. قالتلي نفسها تنام جنبك في العيد. لو عندك دقيقة، مش لازم فلوس، بس إحساسك. متخليش حبك يضيع وسط الزحمة.”

ثم أغلقت النور، ونامت، وهي تحتضن ابنتها التي لا تعلم إن كانت رسالتها وصلت، أم ضاعت وسط التعب والروتين.

المفاجأة في صباح العيد

في أولى ساعات العيد، وبينما كان صوت التكبيرات يعلو من المساجد، فتحت “ملك” عينيها ببطء، لتجد جسدًا دافئًا بجوارها. كان والدها نائمًا على الجانب الآخر من السرير، يضمها بذراعه، وعلى وجهه ابتسامة مرهقة… لكنها حقيقية.

ابتسمت “ملك”، ثم أغمضت عينيها من جديد، وكأنها أرادت أن تحفظ هذه اللحظة في ذاكرتها للأبد.

قرار من أب… أعاد اكتشاف أبوته

بعد العيد، قرر “ر” تقليل عدد أيام العمل الليلي. جلس مع زوجته وقال لها بصدق: “كنت فاكر إن اللي بعمله كفاية… بس بنتي علمتني إن الفقر الحقيقي مش بس فلوس، الفقر لما تكون في البيت بس مش جوه قلوبهم.”

بدأ يقضي ساعة واحدة على الأقل يوميًا مع أطفاله. يلعب معهم، يحكي لهم، يسمعهم، يشاركهم حتى في ترتيب أطباق المطبخ. شيء بسيط، لكنه أحدث فرقًا كبيرًا.

ليست كل الهدايا تُشترى

كبرت “ملك”، وربما نسيت بعض العيديات والهدايا التي لم تأتها يومًا، لكنها لم تنس أبدًا ليلة العيد التي احتضنها فيها والدها لأول مرة منذ سنوات. الهدية لم تكن لعبة… بل دفء، حب، حضور.

رسالة لكل أب في زمن السرعة

في عالم يركض فيه الجميع وراء لقمة العيش، قد ننسى أن أبناءنا لا ينتظرون المال بقدر ما ينتظروننا نحن. وجودك هو الهدية الأغلى، وكلمة واحدة منك قد تكون أعظم من ألف عيدية.

اسأل نفسك: متى آخر مرة ضحكت فيها مع أطفالك؟ متى آخر مرة احتضنتهم دون سبب؟ لا تؤجل الحضور إلى أن يكبروا… فقد لا يعودوا بحاجة إليك بعدها.


“في العيد… بنتي اختارت تبقى معايا بدل فستان. وأنا اخترت أرجع أبوها من جديد.” – ر

هل مرت عليك لحظة شعرت فيها أن الغياب عن أبنائك كان أثقل من أي فقر مادي؟ شاركنا قصتك… فربما تلهم بها أبًا آخر يعيد ترتيب أولوياته، قبل فوات الأوان.

📢 شارك القصة مع من تحب
64 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث

اترك تعليقاً