عاجل

علاج السرطان نهائيا عبر “إيقاظ المناعة”: ثورة طبية تغير مستقبل الطب

في تحول طبي وصفه العلماء بـ”الثوري”، أعلن فريق بحثي دولي اليوم 17 يونيو 2025 عن تطوير علاج جديد للسرطان يعتمد على “إيقاظ جهاز المناعة”، وهو اكتشاف قد يغير مجرى الحرب الطويلة ضد هذا المرض الفتاك.

العلاج الجديد، الذي أُطلق عليه اسم IMX-907، يعمل على تحفيز الجهاز المناعي الذاتي للمريض لمهاجمة الخلايا السرطانية بفعالية أكبر بكثير من العلاجات التقليدية كالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي. ويُعد هذا النهج امتدادًا لمجال العلاج المناعي (Immunotherapy)، لكنه يعتمد تقنية متطورة تُشبه الزناد الجيني الذي يوقظ الخلايا القاتلة الطبيعية (NK cells) من سباتها ويوجهها بدقة مذهلة إلى الأنسجة المصابة.

🔬 ما الذي يجعل IMX-907 مختلفًا؟

حتى الآن، كانت العلاجات المناعية تواجه تحديًا كبيرًا: عدم قدرتها على التفريق الكامل بين الخلايا السليمة والمريضة، مما كان يسبب آثارًا جانبية قد تصل في بعض الأحيان إلى فشل الأعضاء. لكن IMX-907، وفقًا لما صرّح به الدكتور “آلان برينر”، رئيس فريق البحث في جامعة ستانفورد، يتمتع بقدرة خارقة على التعرّف على البصمة البروتينية الدقيقة للخلايا السرطانية، بفضل تكنولوجيا الذكاء الحيوي المشفر التي تم تطويرها خصيصًا لهذا المشروع.

وقال الدكتور برينر في مؤتمره الصحفي: “نحن لا نقضي على الورم فقط، بل نُعيد تدريب جهاز المناعة ليتذكّر هذا العدو، ويمنعه من العودة مجددًا”.

🧪 النتائج المبهرة في التجارب السريرية

أُجريت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في خمسة بلدان شملت الولايات المتحدة، ألمانيا، اليابان، البرازيل، وجنوب أفريقيا، على أكثر من 1500 مريض يعانون من سرطانات متقدمة مثل الرئة، البنكرياس، والمعدة. وقد أظهرت النتائج أن 71% من المرضى شهدوا انكماشًا كبيرًا في الأورام خلال 3 أشهر فقط، و41% دخلوا في حالة “الشفاء التام” وفق المعايير الطبية.

لكن المثير للدهشة هو أن الآثار الجانبية كانت محدودة جدًا مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي. الغالبية شعروا بأعراض بسيطة كارتفاع الحرارة، أو تعب خفيف خلال الأيام الأولى من الحقن. ولم تُسجل أي حالة تسببت في فشل عضوي أو التهابات حادة، ما يجعل الدواء مرشحًا قويًا ليكون بديلًا للعلاج الكيميائي خلال الأعوام المقبلة.

🧬 التقنية وراء الدواء: كيف يعمل IMX-907؟

يعتمد الدواء على نوع متطور من “الناقلات الحيوية الذكية”، وهي جزيئات نانوية يتم حقنها في الجسم وتبحث عن مؤشرات محددة داخل الخلايا السرطانية. بمجرد اكتشاف هذه المؤشرات، تُرسل إشارة كيميائية تفعّل خلايا “T” وخلايا “NK” القاتلة، وتحثّها على مهاجمة الورم من الداخل.

بعبارة أخرى، لا يقضي الدواء على السرطان مباشرة، بل يحفز الجسم ليقوم بالمهمة بشكل أكثر ذكاءً. إنها استراتيجية “الدفاع الداخلي المعزز”، والتي يرى كثير من الباحثين أنها المستقبل الحقيقي لعلاج الأمراض المعقدة.

💉 متى يتوفر في الأسواق؟

حتى الآن، حصل IMX-907 على الموافقة العاجلة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لاستخدامه في الحالات الحرجة تحت بند “الاستخدام الرحيم”. ومن المتوقع أن يتم اعتماده رسميًا خلال الربع الأخير من عام 2025، بعد الانتهاء من مراجعة بيانات السلامة النهائية.

عدة شركات أدوية كبرى، مثل “فايزر” و”روشيه”، بدأت مفاوضات للحصول على ترخيص لتوزيع الدواء عالميًا، بينما كشفت بعض الدول – مثل ألمانيا وكندا – عن نيتها تمويل جزء من تكاليف العلاج عبر أنظمة التأمين الصحي، فور إتاحته رسميًا.

🌍 هل يصل إلى العالم العربي؟

هذا هو السؤال الذي يطرحه العديد من المتخصصين والمرضى في المنطقة العربية. فالعقبات في دخول الأدوية الحديثة للأسواق العربية تتراوح بين الإجراءات البيروقراطية، وغياب الدعم الحكومي للأدوية الحديثة، وحتى ارتفاع تكاليف الإنتاج والتوزيع.

لكن في تطور لافت، أعلنت وزارة الصحة الإماراتية اليوم أنها بدأت إجراءات تسجيل الدواء في قائمة التجارب المتقدمة، ما يفتح الباب أمام تجريبه في مستشفيات أبو ظبي ودبي قريبًا. كما أفادت مصادر غير رسمية أن مصر والمملكة العربية السعودية تُجريان محادثات مع الشركة المطوِّرة حول إمكانية المشاركة في المرحلة الرابعة من التجارب، لتسريع إتاحته محليًا.

🧭 مستقبل بلا سرطان؟

السؤال الأهم الآن: هل يمكننا أخيرًا أن نتحدث عن “علاج فعلي” للسرطان؟ الأطباء يؤكدون أن التفاؤل مشروع، لكن الحذر مطلوب. فحتى الآن، لم تُثبت أي تقنية فعالية دائمة ضد جميع أنواع السرطان، لأن طبيعة الورم تختلف من شخص لآخر، وكذلك استجابة جهاز المناعة تختلف من جسم إلى جسم.

لكنّ ما يبدو واضحًا، هو أن الطريق نحو “هزيمة السرطان” أصبح أقصر من أي وقت مضى، بفضل هذا النوع من العلاجات الذكية التي لا تعتمد على قتل الورم فحسب، بل على منع عودته، واستئصاله من جذوره البيولوجية.

📌 في الختام

بينما يستمر العلم في مفاجأتنا، يبدو أن 2025 ستكون بداية عهد جديد في الطب الحديث. IMX-907 ليس فقط دواءً جديدًا، بل رسالة أمل لملايين المرضى حول العالم، تُثبت أن البشرية ما زالت قادرة على قلب المعادلة، وتحويل الألم إلى أمل، والخطر إلى فرصة.

شارك المقال :

Avatar photo

Egaz

تم التحقق والنشر بواسطة فريق تحرير إيجاز نيوز

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *