سيناريوهات مدمرة : ماذا يحدث لو استيقظنا يوما … ولم نجد الإنترنت؟

سيناريوهات مدمرة : ماذا يحدث لو استيقظنا يوما … ولم نجد الإنترنت؟
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp
📢 شارك القصة مع من تحب

تخيّل هذا السيناريو: تستيقظ في الصباح، تلتقط هاتفك كعادتك، تحاول تحديث تطبيق الطقس أو فتح رسائلك… لكن لا شيء يعمل. تنتقل إلى الحاسوب، تتحقق من المودم، تعيد تشغيل الراوتر، لكن لا جدوى. الإنترنت، ببساطة، اختفى. ليس خللًا مؤقتًا أو عطلاً تقنيًا… بل غياب تام. لا اتصال، لا شبكة، لا “أونلاين”.


ضربة البداية: لحظة الصمت الرقمي

في أولى الساعات، قد تظن الأمر مزحة أو مشكلة محلية. لكن سرعان ما يتبين أن الأمر عالمي. لا أحد قادر على الدخول إلى أي موقع، لا بريد إلكتروني، لا واتساب، لا شيء. العالم في صدمة، والدقائق تمر ثقيلة، كأنها قرون رقمية.

تصبح النشرات الإذاعية والتلفزيونية القديمة المصدر الوحيد للأخبار، ويبدأ الناس في البحث عن أجهزة الراديو المركونة في المخازن منذ سنوات. ما الذي حدث؟ هل هو هجوم إلكتروني؟ نهاية الحضارة كما نعرفها؟ أم مجرد تجربة قاسية من الحياة؟


📉 الأسواق تنهار… بسرعة الضوء!

أسواق المال هي أول من ينهار. بورصات العالم، المعتمدة على الإنترنت، تتوقف عن التداول. البنوك، تطبيقات الدفع، المحافظ الرقمية، كلها تتعطل. عملات رقمية مثل بيتكوين تتبخر قيمتها في الهواء. بطاقات الائتمان تصبح بلا معنى. والناس؟ يندفعون إلى الصرافات بحثًا عن كاش… الكاش الملك يعود.

تخيل مليارات الدولارات حبيسة في حسابات غير قابلة للوصول. أعمال تجارية إلكترونية بأكملها تنهار، من المتاجر العملاقة إلى مواقع الطهي والهوايات. الاقتصاد العالمي يدخل غرفة العناية المركزة دون أمل فوري بالنجاة.


 الحياة اليومية… من دون شاشة

بدون خرائط غوغل، يضيع كثيرون في الطريق إلى العمل. بدون بريد إلكتروني، لا اجتماعات، ولا مواعيد، ولا مهام. المدارس والجامعات تُغلق أو تعود إلى الطباشير والسبورة. الأجهزة الذكية تصبح غبية تمامًا، والمنازل “الذكية” تتحول إلى منازل “صامتة”.

يتوقف أوبر، يختفي نتفليكس، وتنهار جداول المحتوى. لا بث مباشر، لا ريلز، ولا تحديات تيك توك. يعود الناس للمشي في الشوارع، للحديث وجهاً لوجه، والقراءة من كتب ورقية ذات رائحة قديمة… العالم يعود فجأة إلى تسعينيات القرن الماضي.


العمل عن بُعد؟ انسَهُ تمامًا

عالم ما بعد الجائحة كان مهيأ تمامًا للعمل عن بعد. لكن الآن؟ لا زووم، لا سلاك، ولا حتى بريد إلكتروني. ملايين الموظفين يجدون أنفسهم عاجزين عن أداء مهامهم. الشركات الصغيرة والمتوسطة تنهار خلال أيام. المديرون في ذهول، والمبرمجون ينظرون إلى شاشاتهم الفارغة بحزن بالغ.

أما مؤثرو السوشيال ميديا؟ فيختفون كما ظهروا. فجأة، لا جمهور، لا لايكات، ولا إعلانات ممولة. الشهرة الرقمية تتبخر في الهواء، ويبدأ كثيرون في مراجعة هويتهم الرقمية، ويسألون: من أنا بدون “إنستغرام”؟


الجانب النفسي: إدمان حُرم من مخدّره

نعم، الإنترنت أصبح مصدر إدمان حقيقي، وربما عالمي. ومع اختفائه، تظهر أعراض انسحاب مفاجئة على ملايين البشر: قلق، توتر، فراغ، فقدان هوية رقمية. يصبح الواقع قاسيًا، بطيئًا، وغير مألوف. البعض يجد في الأزمة فرصة للهدوء والتأمل… لكن آخرين يُصابون بالذعر، ويبحثون عن أي نوع من “الإنترنت البديل”.

يُعاد اكتشاف الكتب، المجلات، ألعاب الطاولة، وحتى محادثات الحديقة. بعض العلاقات تنهار لانعدام التواصل السريع، وأخرى تتجدد عندما يعود الناس للحديث الفعلي، لا الرسائل النصية.


الأمن والسياسة… في المجهول

الأجهزة الأمنية تجد نفسها في مأزق. لا مراقبة رقمية، لا تعقب مكالمات، لا تحليلات بيانات. مجموعات متطرفة قد ترى في هذه اللحظة فرصة للانقضاض. الحكومات تفقد جزءًا من سيطرتها الناعمة عبر المراقبة الرقمية.

المظاهرات تعود إلى الشوارع، وتظهر طرق جديدة للتنظيم: منشورات ورقية، رسائل نصية جماعية، ورُسل بشريين. قد تستفيد بعض الأنظمة من غياب الإنترنت للقمع بصمت، بينما تفقد أخرى وسائلها الأساسية في التواصل مع الشعب.


 البيئة تتنفس… قليلًا

بعيدًا عن الفوضى، يلاحظ علماء البيئة شيئًا مدهشًا: مع اختفاء الإنترنت، ينخفض استهلاك الكهرباء بشكل ملحوظ. مراكز البيانات العملاقة، والتي كانت تستهلك طاقة مدن بأكملها، تتوقف فجأة. وتقل الانبعاثات الكربونية.

هل يمكن القول إن الإنترنت كان مصدرًا خفيًا لتسريع تدهور البيئة؟ وربما، في سخرية قدرية، يساعد اختفاؤه الكوكب على التنفس.


العودة إلى الورق… والحنين للقديم

في خضم هذا الظلام الرقمي، تعود الحياة إلى الوسائل القديمة: الصحف تُطبع من جديد، الرسائل تُكتب وتُرسل عبر البريد، المحادثات الهاتفية تصبح أكثر دفئًا. يكتشف الناس متعة المقهى دون الحاجة لواي فاي، ويُسمع صوت الطيور أكثر من صوت الإشعارات.

الناس يُجبرون على الإبطاء… وعلى التفاعل الإنساني الحقيقي.


اخيرا

ربما يعود الإنترنت لاحقًا، وربما لا. ربما يكون ما حدث تجربة، أو بداية لعصر جديد أقل اعتمادًا على الرقمنة. لكن الواضح أن هذا السيناريو يُظهر هشاشة عالمنا الحديث، واعتماده الكامل على شيء غير ملموس… لكنه محوري.

السؤال الأهم ليس: “ماذا سنفعل؟” بل: “هل كنا مستعدين؟” وربما علينا جميعًا، أفرادًا ومؤسسات ودولا ، أن نبدأ بوضع خطط بديلة، ونفكر في سيناريوهات النهاية المحتملة… لا من باب التهويل، بل من باب الحكمة والمرونة.

لأن الإنترنت… قد لا يكون دائمًا حاضرًا.

📢 شارك القصة مع من تحب
58 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

اترك تعليقًا أو أرسل موضوعًا أو قصة