من اتحاد الطلاب إلى رئاسة حكومة السلام: قصة التعايشي السياسي، سيرة ومسار

من اتحاد الطلاب إلى رئاسة حكومة السلام: قصة التعايشي السياسي، سيرة ومسار
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

🇸🇩 مقدمة تمهيدية : من النضال الطلابي إلى السياسة السودانية الجادة

محمد حسن عثمان التعايشي، وُلد في جنوب دارفور عام 1973، وبرز سياسيًا ونقابيًا منذ العشرينات من عمره عبر رئاسته اتحاد طلاب جامعة الخرطوم (2002–2003)، حيث تحدى سلطة الإنقاذ وشكل صوتًا صحفيًا وفكريًا مؤثرًا في الوسط الطلابي، ما مهد طريقه للنشاط السياسي الوطني اللاحق .

📚 المكونات الأكاديمية والمهنية: تأسيس الهوية المدنية

بعد تخرّجه من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، خدم في وكالة تطوير الحكم في دارفور (2005–2013)، وشارك في مشاريع إعمار دارفور، التي عززت لديه روح الإصلاح المدني والتركيز على التنمية المحلية والإدارة الرشيدة .

في 2014 انتقل إلى لندن كنشاط سياسي مغترب، حيث أسهم في تشكيل الرؤية لما بعد سقوط النظام، عبر لقاءات مع الجالية السودانية، ومشاركة في ندوات سياسية دولية .

⚖️ رفض شراكة المدنيين والعسكر

شارك التعايشي في المجلس السيادي الانتقالي (2019–2021)، قبل أن تسحب الشرعية المدنية بتصاعد الانقلابات العسكرية. وفي أعقاب 2021، عبّر جهارًا عن خيبة أمله من شراكة المدنيين مع العسكر، واعتبرها “سذاجة سياسية” تهدّد مسار الثورة وتحويل السودان نحو دولة خاضعة لقوة السلاح .

🕊️ مسارات سلام حقيقية: التحالف مع تيار الجنوب

برز اسمه كأحد موقعين أساسيين في اتفاقيات سلام دارفور، خصوصًا في ملفات العدالة الانتقالية وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية، ما رسّخ دوره كقيادي يفاوض بحق وموقف سياسي مدني عابر للانتماءات .

لاحقًا، تعاون مع تحالف “تأسيس” (TASIS) الذي تأسّس في نيروبي فبراير 2025، وضم القوات المسلحة، والمدنيين، والحركات المسلحة، بهدف تشكيل حكومة موازية مستقلة داخل مناطق سيطرة RSF، ما عكس طموحه في بناء “سودان مدني لامركزي وديمقراطي” .

🏛️ التعيين: من الناشط المدني إلى رئيس وزراء حكومة السلام والمشاركة

في 27 يوليو 2025، أعلن التحالف عن تعيين محمد حسن التعايشي رئيساً لحكومة „السلام والوحدة“، وهي الحكومة الموازية التي شكلها تحالف السودان التأسيسي (TASIS) بقيادة RSF، خلفًا للحكومة المعترف بها دوليًا برئاسة كميل إدريس .

كما أُعلن عن تكوين المجلس الرئاسي المكوَّن من 15 عضوًا، برئاسة همدتي، ونائبه عبد العزيز الحلو، ضمن تثبيت لهيكلة مدنية–عسكرية جديدة وسط تنازع السلطة .

🔍 ما يُميّز شخصية التعايشي؟

✅ إيجابيات:

تجربة نابعة من القاعدة المدنية: بدأ نضاله من اتحاد طلابي، وانتقل لقيادة مشاريع تنموية في دارفور، قبل أن يُوضع في دائرة التفاوض السياسي المباشر.

كامممثل للحراك الطلابي والتحول السياسي: كرئيس اتحاد الطلاب ومشارك في المجلس السيادي، يجسّد مزيجًا نادرًا بين المشاركة المدنية والموقف المناهض للشراكة العسكرية.

شاب ذات رؤية واضحة: دعواته المستمرة لوضع مدنيين في السلطة وتنظيم دولة فدرالية ديمقراطية تُظهر حكمة سياسية ورؤية إصلاحية واضحة.

⚠️ التحديات:

القوة الفعلية محدودة: الرئيس التنفيذي الجديد مكبل بهيمنة RSF، وهو ما يجعل رئاسته نظرية أكثر منها تنفيذية فعلية.

شرعية متنازع عليها: الحكومة الموازية ليس لها اعتراف أممي أو عربي، وتحالفها مع RSF يُثير شكوكًا حول استقلاليتها المدنية.

خطر فرط التحالف: تضمنها 23 حزبًا وحركة متناقضة الأجندات، ما قد يؤدي إلى صراعات داخلية تعيق اتخاذ قرار موحد أو فعّال .

🌍 المشهد الدولي والإقليمي: من التأييد إلى العدائية المتزايدة

الدول الكبرى، مثل مصر والجزائر، أعلنت رفضها أي حكومة موازية واعتبارها قنبلة فوق جسد السودان تؤدي إلى تفككه السياسي والإداري . بالاتجاه ذاته، الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي حذّروا من أزمة تفتح الباب أمام تقسيم البلاد وتهديد وحدة الدولة .

🧭 التحليلات من الداخل والخارج:

يرى بعض المحللين أن تجربة التعايشي تُعد “آخر محاولة مدنية” لمنع تسييس الحريات خارج عن دائرة المدنيين، لكنها لن تنجح بدون حزام دعم دولي وإقليمي قوي، وتجاوب حقيقي من الحركات المسلحة خارج إطار RSF .

آخرون يرون مرحلة ما بعد إسقاط الشراكة مع العسكر حاجة وطنية، لكن يطالبون بـ”نمط قيادة مستقل” لا يُهيمن عليه عسكري أكثر مما يُسيّره مدنيون.

📋 نظرة شاملة:

المحور المحتوى

النشأة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم كرئيس، ثم مدني دارفوري ناشط
الانتقال من مجلس السيادة الانتقالي إلى المعارضة المدنية بعد 2021
التحالف شرك في اتفاق تأسيس الحكومة الموازية مع RSF وSPLM-N
التعيين أصبح رئيس وزراء حكومة السلام والوحدة، ضمن تحالف TASIS
الرمزية نموذج مدني يرفض الشراكة العسكرية ويُمول نفسه سياسيًا
التحديات شرعية دولية محدودة، سيطرة RSF، وأزمات داخلية ممكنة

🟣 الخاتمة: التعايشي بين الطموح والواقع السياسي

محمد حسن التعايشي يمثل نموذجًا لـ”القيادة المدنية المفترضة” في ظل أزمات سياسية عميقة. شخصيته – من اتحاد الطلاب إلى منصب رفيع رئيس حكومة موازية – تحمل داخليًا دعوة للسلام والفدرالية والسودان المدني المتعدد.

لكن سؤاله المركزي: هل قادراً على العبور من مجرد “وزير مدني” إلى أن يُحدث واقعًا سياسيًا مستقلًا؟ التجربة الآن مع RSF والتحالفات المسلحة تجعل اختباره صعبًا بالفعل.

إذا استطعنا أن نسأله: هل يستطيع إحكام استقلالية مدنية حقيقية في ظل تعددية عسكرية؟، فستبدأ أول ملامح الإجابة في الأسابيع القادمة.

54 / 100

نتيجة تحسين محركات البحث

               اجعلنا نستغني عن                عوائد الإعلانات المزعجة

شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

لا تعليقات بعد على “من اتحاد الطلاب إلى رئاسة حكومة السلام: قصة التعايشي السياسي، سيرة ومسار

اترك تعليقًا أو أرسل موضوعًا أو قصة