نام أمام مكتبة عامة… فاستيقظ على مقعد أستاذ جامعي!

نام أمام مكتبة عامة… فاستيقظ على مقعد أستاذ جامعي!
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

في أحد الأحياء الهادئة بإحدى المدن الجامعية، كان الشاب (ك،ع) يفترش رصيفًا باردًا مقابل مكتبة عامة، لا يملك مأوى، ولا حتى كتابًا يغطي به وجهه من الرياح. مر به العشرات كل صباح، بعضهم أشفق، وبعضهم تجاهل، وآخرون لم يلحظوه أصلاً. لم يكن يطلب صدقة، ولا حتى طعامًا، بل شيئًا واحدًا فقط: المعرفة.

كان يراقب الكتب من وراء الزجاج

منذ أسابيع، كان (ك،ع) يتردد إلى الرصيف ذاته. يجلس قبالة المكتبة، يحدّق في الكتب كما يحدّق جائع في واجهة مخبز فاخر. لم يكن لديه بطاقة دخول، ولا حتى أوراق ثبوتية. كل ما كان يملكه هو ذاكرة قوية، ورغبة لا تنطفئ في التعلم.

في إحدى الليالي الممطرة، قرر أحد حرّاس المكتبة أن يترك له دفتراً قديماً التقطه من صندوق مهملات. لم يكن يعلم أن تلك الدفتر سيكون البداية.

الدفتر العتيق… والذكاء المدهش

قضى (ك،ع) الليل بطوله يكتب فيه خواطره وتحليلاته لما يراه من الحياة والناس والمواقف. لم يكن ما يكتبه عادياً. كل فكرة كانت تحمل بُعداً فلسفياً عميقاً رغم بساطة العبارات. كتب عن الفرق بين المعرفة والحكمة، وعن الأمل رغم قسوة الواقع، وعن الأحلام التي لا تموت حتى ولو نامت على الأرصفة.

في اليوم التالي، كان أحد أساتذة الجامعة يمر بالمصادفة بجانب المكتبة، حين لاحظ الشاب يكتب. فضول الأستاذ دفعه لسؤاله عمّا يدوّن، فناول (ك،ع) الدفتر بخجل. قرأ الأستاذ صفحتين فقط… فتغير وجهه كليًا.

لقاء غير متوقع

بعد يومين فقط، حضر الأستاذ إلى المكتبة، يحمل معه بعض الكتب القديمة، وقدمها لـ(ك،ع). قال له بهدوء: “أريدك أن تأتي معي إلى الجامعة. لا تقلق… لن يسألك أحد عن شهاداتك”.

ظن (ك،ع) في البداية أنه مجرّد كرم عابر، لكنه فوجئ أنه مدعو للجلوس في إحدى المحاضرات. جلس في الصف الأخير، صامتًا، لكنه كان يسجل كل شيء بدقة. وفي نهاية المحاضرة، أطلق الأستاذ مفاجأته: “هل من بينكم من يجرؤ على مناقشة هذا الشاب؟”

من الرصيف إلى المنصة

لم يكن ما حدث بعدها متوقعاً لأحد. تم تخصيص منحة دراسية خاصة له، لا تستند إلى أي شهادة سابقة بل إلى مهاراته الفطرية. وخلال أقل من عامين، أصبح يُستعان به في إدارة حلقات النقاش، ثم لاحقًا، في تقديم محاضرات تجريبية.

لم يصدّق طلاب الجامعة حين علموا أن الأستاذ الشاب الذي يناقشهم اليوم في فلسفة الأخلاق، كان نفسه من كانوا يتخطونه على الرصيف قبل عامين فقط.

كرسي الأستاذ الجامعي… لم يكن هدفه

رغم اعتلائه منصة التعليم، لم ينسَ (ك،ع) تلك الليالي الباردة. ظل يزور الأرصفة في آخر كل أسبوع، يبحث عن أولئك الذين يمتلكون شرارة الفهم، لكنهّم محاصرون بالعجز أو النسيان.

أسس لاحقًا مبادرة تعليمية متجولة، لا تطلب شهادات ولا وثائق، فقط رغبة حقيقية في المعرفة. كان يقول دائمًا: “الكرامة تبدأ حين يجد العقل فرصة للكلام، لا للسكوت”.

درس من الحياة

قصة (ك،ع) ليست خرافة، بل واقع متكرر في كثير من الزوايا المنسية في مدننا. كم من عبقري تكسّرت أحلامه على جدار البيروقراطية؟ وكم من فكر عظيم ضاع لأنه لم يملك ورقة تثبت قيمته؟

هذه القصة ليست فقط عن التعليم… بل عن فرصة، عن يد امتدت، عن عيون لم تنظر بتعالي، وعن شخص نام على الرصيف، لكنه استيقظ أستاذًا يزرع الأمل في عقول غيره.</

57 / 100

نتيجة تحسين محركات البحث

               اجعلنا نستغني عن                عوائد الإعلانات المزعجة

شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

اترك تعليقًا أو أرسل موضوعًا أو قصة