عاجل

تصاعد التوتر بين إسرائيل والحوثيين: هجمات متكررة تهدد أمن مطار بن غوريون

في تصعيد متواصل للأحداث في منطقة الشرق الأوسط، شهد مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب سلسلة من الهجمات المتكررة من قبل جماعة الحوثي اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية، مما أثار حالة من القلق داخل إسرائيل والمجتمع الدولي على حد سواء. فقد أعلنت الجماعة المدعومة من إيران عن تنفيذ هجوم جديد باستخدام طائرتين مسيرتين (درون) مساء يوم الخميس 5 يونيو 2025، في محاولة لتصعيد الضغط على الدولة العبرية وردعها عن تحركاتها في المنطقة.

يأتي هذا التصعيد بعد سلسلة هجمات متكررة استهدفت مطار بن غوريون لأربعة أيام متتالية، مما يضع الأمن الوطني الإسرائيلي على المحك. الهجمات لم تتسبب في خسائر بشرية كبيرة حتى الآن، لكنها أدت إلى إلغاء بعض الرحلات وتأجيل جداول الطيران، بالإضافة إلى إثارة حالة من الذعر بين المدنيين. وتعتبر هذه الهجمات الأولى من نوعها التي تستهدف مطاراً دولياً إسرائيلياً باستخدام طائرات مسيرة من هذا الحجم والتكرار، ما يعكس تغيّراً استراتيجياً في تكتيكات الجماعة الحوثية.

خلفية الصراع
جماعة الحوثي التي تسيطر على أجزاء واسعة من اليمن، تدعمها إيران وتعتبر واحدة من الأطراف الفاعلة في الصراع اليمني الممتد منذ سنوات. من جهة أخرى، إسرائيل تعتبر الحوثيين تهديداً استراتيجياً مباشرًا، خاصةً مع تصاعد نفوذ إيران في المنطقة. وتبادلت إسرائيل والحوثيون الاتهامات بشن هجمات تستهدف البنية التحتية، خاصة تلك التي تتعلق بالمطارات والموانئ، في محاولة لإضعاف خصمهم من دون الدخول في مواجهة عسكرية شاملة.

ردود الفعل الإسرائيلية
رداً على هذه الهجمات، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها تدرس خيارات متعددة للرد، منها توجيه ضربات عسكرية دقيقة ضد مواقع الحوثيين في اليمن، أو تشديد الإجراءات الأمنية في المناطق الحدودية ومطاراتها. كما أكد الجيش الإسرائيلي استعداده الكامل للتعامل مع أي تصعيد محتمل، مشيراً إلى تطوير أنظمة الدفاع الجوي الخاصة به للتعامل مع الطائرات المسيرة الصغيرة والمتوسطة الحجم.

كما عبّر مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من أن هذه الهجمات قد تكون مقدمة لموجة تصعيد أوسع تشمل مناطق أخرى في الشرق الأوسط، ما قد يؤدي إلى توترات إقليمية أكبر. وفي هذا السياق، شددت إسرائيل على ضرورة تعاون المجتمع الدولي للضغط على الحوثيين وداعميهم من أجل تهدئة الأوضاع.

المجتمع الدولي ودعوته لضبط النفس
عقب الهجمات، أدان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الهجمات على المطار المدني، مطالباً جميع الأطراف بضبط النفس والامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد النزاع. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات والعمل على حل شامل للنزاع اليمني الذي يعد من أكثر الصراعات تعقيداً في العالم اليوم.

بالإضافة إلى ذلك، أعربت دول عدة، بينها الولايات المتحدة وأوروبا، عن دعمها الكامل لإسرائيل في حماية أمنها القومي، لكنها في الوقت ذاته ناشدت لتجنب استخدام القوة المفرطة التي قد تؤدي إلى موجة جديدة من العنف في المنطقة.

الآثار المحتملة على المنطقة
تحليل الوضع يشير إلى أن استمرار هذه الهجمات قد يؤدي إلى سلسلة ردود فعل متسلسلة قد تجعل المنطقة على حافة صراع أكبر وأكثر شمولاً. فعلى الرغم من أن الحوثيين يفتقرون إلى القدرة العسكرية الكاملة لمواجهة إسرائيل مباشرة، إلا أن استخدام الطائرات المسيرة يفتح باباً جديداً في الحرب غير التقليدية التي تعتمد على استهداف البنية التحتية الحيوية.

ومع استمرار الصراع في اليمن، فإن كل تصعيد جديد في المواجهات قد يؤثر بشكل مباشر على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وهو ما يجعل من الضروري على الأطراف الفاعلة اتخاذ خطوات حقيقية للتهدئة والعودة للحوار السياسي.

عدد المشاهدات: 17

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *