كشفت وزارة الهجرة الكندية عن إطلاق برنامج جديد يُعرف باسم “Express Talent 2025″، وهو نسخة محدثة وموسعة من برنامج “Express Entry”، ويستهدف استقطاب الكفاءات العربية في تخصصات حيوية تشمل التكنولوجيا والرعاية الصحية والهندسة والتعليم. ويأتي هذا الإعلان في ظل توجه الحكومة الفيدرالية لزيادة عدد المهاجرين المهرة إلى أكثر من 500 ألف مهاجر سنويًا بحلول 2026، لتعويض النقص الحاد في الأيدي العاملة والشيخوخة المتزايدة للسكان.

ويتميز البرنامج الجديد بسرعة الإجراءات وسهولة التقديم، إذ يتم التقييم بناءً على نظام النقاط المعروف باسم CRS، مع إضافة نقاط إضافية للمتحدثين بالعربية ممن يجيدون الإنجليزية أو الفرنسية، وكذلك لأصحاب الخبرة العملية المعتمدة أو شهادات التعليم العالي من جامعات معترف بها. ويُمكن للمتقدمين المؤهلين الحصول على إقامة دائمة في غضون 6 أشهر فقط من تاريخ تقديم الطلب.

ويفتح البرنامج أبوابه للمتقدمين من مختلف الدول العربية، خصوصًا من مصر، الأردن، لبنان، تونس، الجزائر، والمغرب. ويمكن التقديم إلكترونيًا عبر الموقع الرسمي للهجرة الكندية (Canada.ca) دون الحاجة إلى وسطاء، ويشمل البرنامج تغطية لكامل أفراد العائلة، مع امتيازات مثل تأمين صحي شامل، دعم سكني، وتسجيل الأطفال بالمدارس مجانًا.

ويُعد قطاع التكنولوجيا من أبرز القطاعات المطلوبة في إطار البرنامج، حيث تبحث كندا عن مطوري برمجيات، محللي بيانات، خبراء أمن معلومات، ومهندسي ذكاء صناعي. وتُقدّر الرواتب الأولية بما يتراوح بين 5000 إلى 8000 دولار كندي شهريًا، اعتمادًا على التخصص والخبرة، إلى جانب مزايا كبرى مثل الدعم الضريبي وبرامج التدريب المتقدم.

وقد أعلنت مقاطعات مثل أونتاريو، كيبك، وبريتيش كولومبيا عن خطط محلية موازية لتسهيل توظيف العرب المؤهلين عبر نظام “الترشيح الإقليمي”، الذي يمنح نقاطًا إضافية ويُسرّع من إصدار الإقامة. وأوضحت وزيرة الهجرة الكندية أن المتقدمين من الدول العربية يشكلون أولوية خاصة بسبب مهاراتهم العالية واستعدادهم للاندماج بسرعة.

من جهته، صرح عمر صالح، وهو طبيب سوري مقيم في تركيا، بأنه حصل على دعوة رسمية للتقديم بعد شهرين فقط من التسجيل في برنامج Express Talent. وقال: “كنت أبحث عن فرصة آمنة ومستقرة، وفوجئت بسهولة الإجراءات واحترافية الدعم الحكومي. سأنتقل مع عائلتي قريبًا إلى أوتاوا بعد الحصول على الموافقة النهائية”.

ورغم أن البرنامج يُعد فرصة ذهبية للكثيرين، دعت الحكومة الكندية إلى الحذر من المواقع الوهمية التي تُروّج لعروض وهمية مقابل مبالغ مالية. وشددت على أن جميع طلبات الهجرة تُقدم مجانًا عبر البوابة الرسمية، وأنه لا يُطلب من أي متقدم دفع رسوم خارجية باستثناء رسوم الفيزا الرسمية.

واعتبر خبراء الهجرة أن هذا البرنامج يفتح آفاقًا جديدة للشباب العربي لصياغة مستقبل مستقر في دولة تقدم أفضل مستويات التعليم والرعاية الصحية. وأكدوا أن البرنامج يُعد من الأكثر شفافية عالميًا، ويمنح الفرصة للعرب للاندماج والمشاركة الفعالة في اقتصاد متنوع ومتقدم.