عاجل

هجوم إسرائيلي يستهدف عدة مواقع إيرانية.. وحالة طوارئ قصوى في الأراضي المحتلة

في تصعيد جديد للتوتر الإقليمي، نفذت إسرائيل هجومًا جويًا معقدًا استهدف مواقع إيرانية حساسة في كل من سوريا والعراق، وفقًا لتقارير استخباراتية غربية وإقليمية متقاطعة. وجاء هذا الهجوم بعد ساعات من رصد تحركات عسكرية إيرانية وصفتها مصادر إسرائيلية بأنها “تهديد فوري” لأمن الدولة العبرية. الطائرات الإسرائيلية، بحسب ما أكده مراسلون عسكريون، استخدمت ممرات جوية غير تقليدية لتفادي الرادارات الروسية والإيرانية في المنطقة.

الهجوم، الذي تم فجر اليوم الجمعة، استهدف منشآت يعتقد أنها تحتوي على صواريخ دقيقة وتكنولوجيا طائرات مسيّرة، إضافة إلى مستودعات ذخيرة ومنشآت قيادة تابعة للحرس الثوري الإيراني. وأفادت مصادر سورية محلية أن دوي انفجارات عنيفة سُمع في محيط دمشق ودير الزور، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي. وقد تسببت الضربات في حرائق ضخمة وانقطاع الاتصالات جزئيًا في بعض المناطق المستهدفة.

الرد الإيراني لم يتأخر، إذ أعلن الحرس الثوري حالة الاستنفار القصوى في صفوفه، وبدأ بتحريك وحدات دفاع جوي إضافية إلى مواقع قريبة من الحدود السورية والعراقية. كما حذرت طهران تل أبيب من “عواقب وخيمة” واعتبرت الهجوم “انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية وتجاوزًا لكل الخطوط الحمراء”. ونقلت وكالة “فارس” شبه الرسمية عن مسؤول عسكري كبير قوله إن الرد الإيراني سيكون “مفاجئًا وموجعًا وفي الزمان والمكان المناسبين”.

في داخل الأراضي المحتلة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية حالة الطوارئ القصوى في جميع المناطق، لا سيما في الشمال ومنطقة تل أبيب، وسط تخوفات من رد إيراني مباشر أو عبر حلفاء طهران في غزة ولبنان. وقد تم تفعيل بطاريات القبة الحديدية ومنظومة “مقلاع داوود” تحسبًا لهجمات صاروخية محتملة. كما أغلقت السلطات عددًا من الطرق الرئيسية، وأمرت بوقف الدراسة في بعض المدارس القريبة من الحدود الشمالية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد جلسة طارئة مع قادة الأجهزة الأمنية والجيش فور بدء العملية، وأصدر بيانًا مقتضبًا قال فيه: “سنواصل العمل ضد التموضع الإيراني في كل مكان.. أمن مواطنينا فوق كل اعتبار، ولن نسمح لإيران بتحويل سوريا والعراق إلى قواعد عسكرية”. ولم يوضح البيان طبيعة الأهداف أو حجم الخسائر، لكنه أكد أن العملية “حققت أهدافها بدقة”.

ردود الفعل الدولية تفاوتت بين الدعوات للتهدئة والتحذير من انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح. فقد دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس، وأعرب الأمين العام أنطونيو غوتيريش عن “قلقه البالغ من التصعيد الأخير”. أما الخارجية الأمريكية فقد أكدت “دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، لكنها طالبت في الوقت نفسه بعدم تصعيد التوتر مع إيران. في المقابل، دانت روسيا الضربات ووصفتها بـ”الخطيرة وغير المبررة”، معتبرة أنها “تزيد من تعقيد الوضع في الشرق الأوسط”.

وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت تحليلات متعددة تؤكد أن العملية تأتي في سياق “استراتيجية جديدة” تهدف إلى تقويض الوجود الإيراني قبل أن يترسخ على حدود إسرائيل. وقال المحلل الأمني رون بن يشاي إن “الضربات تم التخطيط لها منذ أسابيع، بعد جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن التحركات الإيرانية”، مؤكدًا أن “الجيش يتعامل مع هذه المرحلة على أنها أخطر من أي وقت مضى”.

أما في طهران، فقد عقد مجلس الأمن القومي الإيراني اجتماعًا طارئًا حضره كبار قادة الحرس الثوري ووزارة الدفاع والخارجية، لبحث خيارات الرد. ورجّح محللون إيرانيون أن يكون الرد عبر جبهات متعددة، تشمل العراق، وربما عبر هجمات إلكترونية نوعية تستهدف منشآت إسرائيلية. كما أفادت بعض المصادر بأن إيران طلبت من حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية وضع مقاتليها في حالة تأهب قصوى.

المواطنون في تل أبيب والقدس أظهروا قلقًا متزايدًا بعد إعلان حالة الطوارئ، وبدأت مشاهد التزاحم في محطات الوقود والمخابز تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي. كما أصدرت السلطات تعليمات للمواطنين بضرورة الاحتفاظ بالإمدادات الأساسية والتزام التعليمات الأمنية. وفي مدن شمالية مثل صفد وكريات شمونة، بدأ بعض السكان بإخلاء منازلهم مؤقتًا خشية تصعيد مفاجئ.

التطورات الراهنة تشير إلى أن المنطقة تقف على حافة تصعيد كبير، وقد يدخل أطرافًا إقليميين ودوليين في مواجهة مباشرة أو غير مباشرة. فبينما تصر إسرائيل على منع إيران من ترسيخ وجودها العسكري في الدول المجاورة، تتمسك طهران بـ”حقها المشروع” في التعاون العسكري مع حلفائها في المنطقة. وتبقى كل السيناريوهات مفتوحة في ظل غياب أي مؤشرات حقيقية لخفض التوتر، خاصة بعد الفشل المتكرر للجهود الدبلوماسية.

وفي ختام الساعات الأولى من الهجوم، لم تُعلن أي جهة عن حصيلة دقيقة للخسائر البشرية، لكن مصادر طبية سورية ذكرت أن عددًا من الجرحى المدنيين نقلوا إلى المستشفيات نتيجة تطاير الشظايا والانفجارات الثانوية. ولم يتضح بعد ما إذا كان هناك قتلى من عناصر الحرس الثوري أو حلفائهم. ويتوقع أن تكشف الأيام القليلة المقبلة المزيد من التفاصيل حول طبيعة الأهداف التي تم ضربها ومدى تأثير العملية على ميزان القوى في المنطقة.

٠
وفي الوقت الذي تنشغل فيه الأنظمة العسكرية بتحليل نتائج الضربة والسيناريوهات القادمة، يبقى المواطن العادي هو الضحية الأولى لأي تصعيد. إذ تؤكد الأحداث أن الاستقرار في الشرق الأوسط ما يزال هشًا، وأن حرب الظلال بين طهران وتل أبيب قد تتحول في أي لحظة إلى مواجهة مفتوحة لا تحمد عقباها.

شارك المقال :

Avatar photo

Egaz

تم التحقق والنشر بواسطة فريق تحرير إيجاز نيوز