في يومه العالمي 2025م .. العالم يرفع صوته : لا للمخدرات

في يومه العالمي 2025م .. العالم يرفع صوته : لا للمخدرات

في السادس والعشرين من يونيو من كل عام، يتوحّد العالم لمواجهة آفة المخدرات، التي تُعد من أخطر ما يهدد استقرار المجتمعات وسلامة الأفراد، لا سيما الشباب. هذا اليوم الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1987، يهدف إلى زيادة الوعي بمخاطر المخدرات ودعم الجهود العالمية لمكافحتها.

شعار هذا العام: “نختار الحياة.. لا للمخدرات”

جاء شعار عام 2025 ليعبّر عن الإرادة الجماعية في حماية الأرواح من الانزلاق نحو الإدمان، وليُبرز أهمية الاختيار الواعي للابتعاد عن هذا الخطر. فـ“نختار الحياة” ليست مجرد كلمات، بل دعوة لتبنّي نمط حياة صحي، قائم على المعرفة والدعم والتعافي.

أبعاد الظاهرة: ليست صحية فقط

لا يقتصر أثر المخدرات على صحة المتعاطي الجسدية والنفسية فحسب، بل يمتد إلى أسرته ومجتمعه واقتصاد بلاده. فتعاطي المخدرات يرتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع معدلات الجريمة، والعنف الأسري، وحوادث السير، والتسرب المدرسي، والبطالة، وحتى الإرهاب في بعض الحالات. لذلك تُعد مكافحتها مسؤولية أمنية، تربوية، صحية، واقتصادية متكاملة.

إحصاءات مرعبة

تشير أحدث تقارير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أن نحو 296 مليون شخص حول العالم استخدموا نوعًا من أنواع المخدرات خلال عام 2024. ومن بين هؤلاء، يعاني أكثر من 39 مليونًا من اضطرابات متعلقة بتعاطي المواد المخدرة. وتؤكد التقارير أن هناك تزايدًا مقلقًا في استخدام المواد الاصطناعية الحديثة، والتي يصعب كشفها وتعقّبها بسهولة.

الشباب في دائرة الخطر

تُظهر الأبحاث أن الفئة العمرية بين 15 و35 عامًا هي الأكثر عرضة للتجريب، ثم الانزلاق إلى الإدمان. العوامل المؤدية إلى ذلك كثيرة، منها ضعف التوعية، المشاكل الأسرية، غياب القدوة، الضغوط النفسية، والتأثير السلبي للأقران. وهنا تبرز أهمية دور المدارس، والنوادي، والمنصات الرقمية في تحصين النشء ضد هذا الخطر.

المخدرات الرقمية.. التحدي الجديد

في السنوات الأخيرة، ظهرت ما يُعرف بـ“المخدرات الرقمية” وهي ملفات صوتية يتم الترويج لها عبر الإنترنت وتُزعم قدرتها على تغيير الحالة النفسية للمستمع. ورغم عدم وجود دليل علمي قاطع على تأثيرها، إلا أن انتشارها بين المراهقين يُعد ظاهرة خطيرة تستدعي الرقابة والتوعية.

جهود العالم العربي: من الحملات إلى التشريعات

تعمل العديد من الدول العربية على مواجهة هذه الظاهرة عبر خطط متعددة. ففي مصر، تم إطلاق حملات إعلامية واسعة النطاق، أبرزها حملة “أنت أقوى من المخدرات” بالتعاون مع نجم كرة القدم محمد صلاح، وحققت تفاعلًا واسعًا بين الشباب. أما في السعودية، فقد أُسست مراكز علاج متقدمة، مثل مستشفى الأمل بالرياض، تُقدم خدمات علاجية وتأهيلية متكاملة.

وفي الإمارات، يجري تنفيذ برامج وقائية داخل المدارس تدمج الطلاب في أنشطة بديلة، وتهدف إلى تعزيز مهارات الحياة والرفض الإيجابي. كما تم تطوير منصات إلكترونية لتقديم استشارات نفسية بسرية تامة.

الأسرة أولًا وأخيرًا

البيت هو الحصن الأول للوقاية من المخدرات. فالأسرة الواعية يمكنها أن تكتشف علامات الخطر مبكرًا، من خلال متابعة تغيرات السلوك، أو العلاقات، أو الميول لدى الأبناء. كما أن خلق بيئة مليئة بالحب، والثقة، والحوار، قد يحمي المراهقين من الوقوع في هذا الفخ.

دور الإعلام والتكنولوجيا

أصبح للإعلام دور حاسم في تشكيل الوعي المجتمعي. ويمكن عبر الدراما، والإعلانات، والحملات الرقمية، إيصال رسائل قوية تنبّه للمخاطر وتدعم المتعافين. وكذلك فإن استخدام التكنولوجيا في إنشاء تطبيقات توعوية، أو ألعاب تفاعلية، يُعد من الأساليب الذكية في مخاطبة الجيل الجديد بلغته.

قصص نجاح ملهمة

من بين النماذج التي تُعد مصدر أمل، قصص شباب استطاعوا التعافي من الإدمان والعودة إلى المجتمع كأفراد فاعلين. في أحد مراكز إعادة التأهيل في المغرب، نجح شاب يبلغ من العمر 23 عامًا في التعافي بعد رحلة علاج استمرت 9 أشهر، ليصبح لاحقًا مرشدًا لغيره من المدمنين، ويشارك في لقاءات توعوية داخل المدارس.

دعوة للعمل الجماعي

إن مكافحة المخدرات ليست مهمة جهة واحدة، بل مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد وتصل إلى المؤسسات الدولية. ويجب أن تتكامل الجهود بين الوزارات، والمنظمات غير الحكومية، ووسائل الإعلام، والقطاع الخاص، من أجل خلق بيئة آمنة خالية من المخدرات.

الحياة اختيار.. فلنخترها

في هذا اليوم، نُذكّر أنفسنا أن الحياة خيار، والوقاية قرار، والأمل ممكن. لنجعل السادس والعشرين من يونيو مناسبة لا للبكاء على الضحايا، بل للعمل لأجل مستقبل بلا مخدرات، مستقبل يُبنى على الوعي، والدعم، والحياة.

 

الصورة الرمزية

تم التحقق والنشر بواسطة فريق تحرير منصة إيجاز نيوز الإخبارية.

63 / 100

نتيجة تحسين محركات البحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

موقع إيجاز نيوز الإخباري غير مسؤولا عن محتوي المواقع الخارجية