هل ستندلع حرب بين تركيا وإسرائيل؟

هل ستندلع حرب بين تركيا وإسرائيل؟
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، تبرز تساؤلات جديّة حول إمكانية اندلاع حرب بين تركيا وإسرائيل. المقال التحليلي الذي نشرته الجزيرة بتاريخ 24 يونيو 2025 يقدّم رؤية واضحة حول هذه الاحتمالية، ويستند إلى تطوّرات أمنية وسياسية تعدّ علامة فارقة في العلاقات الثنائية.

تهديد توسّعي ورؤية إستراتيجية تركية

يؤكد الكاتب أن إسرائيل، بعد تنفيذه ضربات ضد إيران، لم تعد تتوقّف عند حدّ، مما دفع أنقرة إلى اعتبار سياساتها “توسعية وعدوانية”، تستهدف زعزعة استقرار المنطقة، وخاصة الشرق الأوسط. هذه الرؤية دفعت تركيا لإعادة ترتيب سياساتها الأمنية والدفاعية لمواجهة ما وصفته بـ”التهديد التوسّعي الإسرائيلي” .

وفق استطلاع ورد في المقال، فإن نحو 96% من الأتراك يعتبرون إسرائيل تهديداً. ومع ارتفاع حدة التصريحات، تنظر أنقرة إلى قرار صدام عسكري محتمِل ليس خيارًا مستبعدًا أمامها . ويرى الكاتب أن بلاده، وهي تمتلك واحداً من أقوى الجيوش وصناعات الدفاع في العالم، باتت أكثر استعدادًا من أي وقت مضى لردع إسرائيل أو التدخل إذا لزم الأمر .

السيناريوهات الثلاثة للصراع

يقدم تحليلٌ استراتيجي نشرته الجزيرة في أبريل 2025 ثلاثة سيناريوهات محتملة:

1. حروب بالوكالة
يعكس الوضع الراهن تصور استخدام وكلاء محليين للقتال بدل الاشتباك المباشر. يشير هذا السيناريو إلى دعم تركيا لمليشيات في سوريا، بينما تدعم إسرائيل جماعات أخرى، ضمن صراع يتجنّب المواجهة المباشرة .

2. تقاسم النفوذ
قد يتفق الطرفان على تقاسم مناطق النفوذ السوري، بما يتيح تجنب الصدام المباشر. ورغم التباعد الحاد سياسيًا، قد يجمعهما الرغبة في توازن إقليمي يُجنّب الحرب الشاملة .

3. الصدام المباشر
يُعد الخيار الأقل احتمالًا، لكنّه الأسوأ نتائجًا. يشير المقال إلى أن التوتّر الحالي لا يزال ضمن “حدوده المقبولة”، ما لم تحدث تطوّرات تصعيدية كبرى .

 

العراقيل والتوازنات الدولية

يتراوح موقف أنقرة بين الاستعداد للمواجهة وردع التمدد الإسرائيلي، لكن يجد ضالته في الانتماء إلى حلف الناتو، ما يضفي تعقيدًا إضافيًا على أي تحرك عسكري مباشر . فأنقرة، رغم غضبها، تُدرك أن أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل ستخضع لتوازنات دولية لن تكون في صالحها على المدى القريب.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن تركيا أرسلت رسالة واضحة عبر تقوية علاقتها بالدول الداعمة لفلسطين، وتبنّي موقف سياسي قوي، على غرار الدعوة إلى حظر تجاري ضد إسرائيل، وانضمامها إلى مبادرات ضد العدوان الإسرائيلي دولياً .

الموقف الرسمي التركي

أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستعيد صياغة سياستها الأمنية، مشيراً إلى عدم استبعاد الخيار العسكري إذا تجاوزت إسرائيل “الخطوط الحمراء” الدولية . وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر ورئيس الاستخبارات إبراهيم كالين انعقدوا في قمة لمناقشة تطورات “العدوان الإسرائيلي” على نحو يعزّز حالة الجهوزية التركية .

ردود إسرائيل وتخوّفاتها

من الجانب الإسرائيلي، تُظهر تقارير إعلامية أن أنقرة تضغط عبر تفعيل قاعدتها العسكرية داخل سوريا، ما يثير قلقًا في تل أبيب. فقد نفّذ الجيش الإسرائيلي عدة ضربات على مواقع يُعتقد أنها تركية أو شبه تركية على الأراضي السورية . كما دعت وسائل إعلام مورّقة إلى استباق تركي بإشارة إلى أن “التصادم بات مسألة وقت لا أكثر” .

خريطة القوى والرغبات

يتضح أن إسرائيل، رغم تملّكها القوة العسكرية الفائقة، تراهن على غياب رغبة تركية في خوض صدام مباشر. وأنقرة، من جهتها، تختبر حدود ردّها عبر أدوات ردع غير مباشرة، رغم استعدادها للخيارات الوعّاء، لكنها تدرك أن الدخول في مواجهة مباشرة مع الطرف الذي تدعمه واشنطن يظل قرارًا معقدًا للغاية .

التوازن النهائي

في ضوء تقديرات الخبراء، يُرجّح أن تبقى أكبر المواجهات ضمن نطاق “حروب الوكالة” والدبلوماسية العسكرية المكلَّفة، مع احتمال أن يتحوّل الوضع إلى تفاوض ضمن تسويات إقليمية – السيناريوين الأول والثاني. والهندسة السياسية والدبلوماسية الجارية حالياً تشير إلى أن الحرب المباشرة ليست إلا خيارًا بعيدًا حتى إشعار آخر .

الصورة الرمزية

تم التحقق والنشر بواسطة فريق تحرير منصة إيجاز نيوز الإخبارية.

56 / 100

نتيجة تحسين محركات البحث

شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

✕ إغلاق
موقع إيجاز نيوز الإخباري غير مسؤولا عن محتوي المواقع الخارجية