زوكربيرغ يراهن 14 مليار دولار على عبقرية عشرينية لتعزيز قدرات ميتا في الذكاء الاصطناعي

في خطوة لافتة، كشف الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، مارك زوكربيرغ، عن صفقة ضخمة بقيمة تزيد على 14 مليار دولار؛ مقابل الحصول على نصف ملكية شركة “سكيل” الناشئة في الذكاء الاصطناعي، وتعيين مؤسسها العبقري ألكسندر وانغ، البالغ من العمر 28 عامًا، في قيادة مختبر “الذكاء الفائق” داخل ميتا .
1. بداية الصفقة وخلفيتها
جاءت الصفقة كجزء من استراتيجية شاملة تستهدف إعادة تموضع ميتا في السباق التقني، لا سيما أمام عمالقة التقنية مثل OpenAI وAnthropic وGoogle. ووفقًا لـ “العربية”، تم تنفيذها عبر استحواذ على 49% من أسهم شركة “سكيل” مقابل نحو 14.3 مليار دولار ، ولكن الهدف الحقيقي بحسب التحليلات هو جذب وانغ بخبراته وعلاقاته في وادي السيليكون.
2. من هو ألكسندر وانغ؟
ألكسندر وانغ ليس مجرد مؤسس مبكر لشركة ناشئة—بل عبقري في الرياضيات بدأ مسيرته في سن 19 عامًا. رغم عدم تصنيفه ضمن أسماء الذكاء الاصطناعي الأكثر شهرة، إلا أن قدرته على بناء شبكات قوية ضمن مجتمع التقنية جعلته من الشخصيات المطلوبة. وقد صُنّف كواحد من أبرز العقول الشابة في المجال ؛ علاقاته الواسعة شملت لقاءات مع زعماء عالميين مثل إيمانويل ماكرون وناريندرا مودي، وعلاقات مهنية مع أمثال سام ألتمان وميرا موراتي .
3. أبعاد الصفقة الإستراتيجية
تحمل الصفقة ثلاثة دلالات واضحة:
استثمار في العقول لا التقنية فحسب: تركز ميتا هنا على جلب منظور قيادي غير تقليدي قادر على تشكيل الثقافة الداخلية للتطوير.
بناء تحالفات تقنية: يسعى زوكربيرغ عبر شبكة علاقات وانغ إلى استقطاب مواهب من “OpenAI” وAnthropic وغيرهما.
تعزيز مكانة ميتا في السباق: الصفقة توجه رسالة قوية لـ Silicon Valley بأن ميتا عازمة على هزيمة منافسيها بشراء عقلية قيادة جديدة.
4. ردود الفعل والتحليلات
المراقبون وصفوا الصفقة بأنها “مغامرة مستقبل ميتا”، لدرجة أن البعض رأى بأن زوكربيرغ يراهن “بمستقبل الشركة على أكتاف شاب عشريني” . فيما ردت بعض التقارير أن الصفقة هي رسالة واضحة بأن الابتكار لم يعد يُقاس بـ “الشركة فقط” بل “بالعقل”.
من جهة أخرى، يحذر خبراء أن ميتا قد تدفع ثمنًا باهظًا دون ضمان عائد استراتيجي واضح على المدى القريب، خاصة إذا لم يكن هناك بنية مؤسسية قوية تدعم رؤية وانغ وطموحاته. لكنهم يتفقون على غسل التاريخ: “17 مليار دولار يمكن أن تغير قواعد اللعبة، إذا جاءت الإنجازات التقنية بسرعة” .
5. التحديات التي تواجه ميتا
تواجه ميتا عدة تحديات بسبب هذه الخطوة الهجومية:
إثبات القيمة الفعلية: على الرغم من الاستثمار الضخم، يجب أن تترجم أفكار وانغ إلى منتجات قابلة للتسويق.
جذب مواهب إضافية: الصفقة وحدها غير كافية؛ يجب فتح القنوات أمام كوادر مؤثرة من الشركات المنافسة، كما طُرح بشأن محادثات جارية مع دان غروس، أحد مؤسسي فريق Superintelligence سابقًا .
إدارة التوقعات: مجتمع ميتا سيترقب نتائج سريعة ليبرر ضخ هذا المبلغ؛ مما يضع ضغطًا إضافيًا على الإدارة التنفيذية.
6. المشهد التنافسي في عالم الذكاء الاصطناعي
تشكل “سكيل” إحدى أدوات ميتا في السباق العالمي. وقد أدرجت تقارير “فاينانشال تايمز” محادثات مع أسماء بارزة مثل دان غروس ونات فريدمان، كدليل على أن ميتا تسعى لتشكيل نواة فريق قاهر في الذكاء الاصطناعي .
ورغم ذلك، اعتبر البعض أن ميتا ما زالت خلف المنافسين في السباق. فالتركيز على المورد البشري يجسد توجهًا حديثًا، لكن من دون بنية خضوع، قد لا تلبث الصفقة لتصبح كذلك مجرد حدث إعلامي يمول تنافس نظري لا عملي.
7. مستقبل ميتا ومآلات الصفقة
لو نجحت الخطوة، فقد تشهد ميتا تحولًا في كينونتها: من شركة تركز على تقنيات التواصل الاجتماعي، إلى قوة تقنية قادرة على التنافس مع قادة الذكاء الاصطناعي.
أما في السيناريو الأسوأ، فإن الصفقة ستكون بمثابة حفرة استثمارية كبيرة إن لم تُترجم إلى نتائج تليق بحجمها.
يبدو أن مارك زوكربيرغ حُسم أمره: استثمار 14 مليار دولار للحصول على نصف شركة “سكيل”، وجلب عبقرية عمرها 28 عامًا، يعكس استراتيجية جريئة تعتمد على إحداث قفزة نوعية عبر الموارد البشرية. ومع ذلك، فإن كل علامات النجاح هذه رهينة بإنتاج “فعل حقيقي”، و”إبداع ملموس”، و”بنية مستدامة” يمكنها دعم سقوف طموحات وانغ ومهندسوه لمحاربة عمالقة الذكاء الاصطناعي.
في نهاية المطاف، ستكشف الأشهر أو السنوات القادمة ما إذا كانت هذه الصفقة هي نقطة تحول ناجحة في تاريخ ميتا، أو تجربة ضحية مبكرة “لمراهنة على العقل دون بناؤه”.
—
كلمة ختامية:
في مجال تتغير قواعده بسرعة خارقة، تبدو ميتا جاهزة للاستثمار في العقل قبل التكنولوجيا. والسباق الذي بدأ بـ “مليون دولار هنا ومليون هناك” ارتقى اليوم إلى “14 مليار دولار لصبي عبقري”، ولولا تضافر الرؤية والفرق التنفيذية، قد يكون مجرّد مبنى شاهق بدون أساس صلب
54 / 100
نتيجة تحسين محركات البحث