واشنطن تراجع تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب: مناورة سياسية أم تحول استراتيجي؟

وفقًا لرويترز، تعتزم الإدارة الأميركية إجراء مراجعة شاملة لتصنيف سوريا كـدولة راعية للإرهاب الذي يعمل منذ عام 1979. تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة قد لا تُقود بالضرورة إلى رفع التصنيف، إذ تأتي في إطار استعراض دوري للسياسات الأميركية تجاه دول الشرق الأوسط.
الوكالة نقلت عن مسؤول أميركي رفيع أن الإدارة الأميركية بدأت بمراجعة تصنيف سوريا كـ”دولة راعية للإرهاب”، وهو تصنيف ساري منذ عام 1979. وأوضح المسؤول أن هذه الخطوة لا تعني بالضرورة رفع التصنيف، لكنها تأتي ضمن مراجعة دورية للسياسات الأميركية تجاه دول المنطقة.
هذا وتفتح هذه المراجعة باب التساؤلات حول نوايا واشنطن الحقيقية: هل هو تغير في الرؤية الاستراتيجية تجاه النظام السوري، أم مجرد ورقة ضغط جديدة ضمن ملف تطبيع العلاقات الإقليمية، خاصة بعد التقارب العربي مع دمشق خلال العامين الماضيين؟
رغم أن سوريا لا تزال تخضع لعقوبات مشددة بموجب “قانون قيصر”، إلا أن مؤشرات عديدة ظهرت مؤخرًا – مثل إعادة دمشق إلى الجامعة العربية، ولقاءات استخباراتية عربية معها – قد تدفع واشنطن لإعادة تقييم أدواتها التقليدية، في ظل صراع نفوذ مع روسيا وإيران في المنطقة.
ومن المرجح أن تثير هذه المراجعة انتقادات من منظمات حقوقية أميركية ودولية، خاصة في ظل سجل النظام السوري في قضايا الاعتقال والتعذيب واستخدام الأسلحة الكيميائية. كما قد تضع واشنطن في مواجهة مع بعض حلفائها، لا سيما في أوروبا، ممن لا يزالون يرفضون أي تقارب مع النظام السوري دون إصلاحات سياسية واضحة.
فسواء كانت المراجعة مجرّد إجراء روتيني أو مقدّمة لخطوة سياسية أكبر، فإنها تُظهر مرونة متزايدة في السياسة الأميركية بالشرق الأوسط، وسط تحولات ميدانية وتحالفات جديدة قد تعيد رسم خريطة النفوذ في سوريا.