شاب فقد والده في حادث مروع… فقرر أن يغيّر حياة المئات! (قصة حقيقية)

في أحد الأحياء الشعبية الهادئة، حيث لا شيء يبدو لافتًا للنظر، وقعت الحادثة التي غيّرت حياة “مـحـد” إلى الأبد. لم يكن سوى شاب في أوائل العشرينات، يحلم كغيره بمستقبل أفضل، يدرس، يساعد في البيت، ويعتمد على والده كمعظم أقرانه. لكن في لحظة واحدة، كل شيء انقلب رأسًا على عقب.
اللحظة التي غيّرت كل شيء
في صباح باكر، خرج والده إلى عمله كالمعتاد. ودّعه بابتسامة صغيرة، لم يكن يعلم أنها الأخيرة. بعد ساعات، دق الهاتف، وجاء الخبر الذي كسر قلب الأسرة بأكملها: حادث مروري مروّع أودى بحياة الأب، السند، والركيزة الأساسية للأسرة.
الصدمة لم تكن فقط في الفقد، بل في النتائج التي تلت ذلك. “مـحـد” وجد نفسه فجأة هو المسؤول الأول عن أمه وأخته الصغيرة، بينما لم يكن قد أكمل دراسته الجامعية بعد، ولم يكن يملك أي مصدر دخل ثابت.
الانهيار أو الوقوف؟
كان بإمكانه الاستسلام، كثيرون فعلوا ذلك قبله. لكنه جلس في إحدى الليالي المظلمة، يفكر طويلًا في الطريق الذي يجب أن يسلكه. نظر إلى أمه النائمة على الأريكة بعد يوم طويل من الحزن، ثم إلى أخته الصغيرة، وتذكّر كيف كان والده يحلم أن يراها طبيبة ذات يوم. في تلك اللحظة، اتخذ قراره: لن ينهزم.
في الصباح التالي، بدأ رحلة البحث عن عمل. لم يكن picky، ولم يبحث عن وظيفة مريحة، بل قبل بأي شيء. وجد عملاً في محل بسيط لإصلاح الإلكترونيات، براتب زهيد، لكنه كان بداية.
الهاتف القديم… والنقطة المضيئة
في أوقات فراغه، كان “مـحـد” يستخدم هاتفه المتواضع لتصفح الإنترنت. وبين مقاطع الفيديو الترفيهية، وجد إعلانًا عن دورة مجانية في البرمجة. لم يفهم شيئًا في البداية، لكنه قرر المحاولة. بدأ ببطء، يقرأ، يشاهد، يدوّن الملاحظات، يعيد الفيديوهات مرارًا. لم يكن لديه جهاز كمبيوتر، فكان يُنفّذ الأكواد نظريًا… يتخيل النتيجة.
مرت شهور، بدأ يفهم، بدأ يتعلّم. ثم نفّذ أول مشروع بسيط لشخص عرفه عبر الإنترنت مقابل مبلغ صغير. لم يكن العمل مثاليًا، لكنه أكسبه الثقة.
أول 100 دولار… وبداية التغيير
عندما وصل أول أجر له من الإنترنت – 100 دولار – لم يذهب بها إلى مطعم أو سوق. بل اشترى بها جهاز لابتوب مستعمل، كان يعلم أنه بوابته الحقيقية لعالم جديد.
بدأ يقسّم وقته بين العمل في المحل، والدراسة الذاتية، وإنجاز المشاريع الحرة. لم ينم أكثر من 4 ساعات يوميًا في أول سنة، لكنه لم يكن يشتكي. كل مشروع جديد كان خطوة نحو الاستقلال، نحو بناء حياة تليق بكرامة أسرته، وبذكرى والده.
النتائج المذهلة بعد عام واحد
بنهاية السنة الأولى، استطاع “مـحـد” أن يُسدد ديون الأسرة التي تراكمت بعد الوفاة، وأن يُسجّل أخته في مدرسة خاصة. بل وبدأ في دفع ثمن علاج والدته من مرض كانت تؤجل علاجه لسنوات بسبب الفقر.
لكن الإنجاز الأكبر لم يكن ماديًا فقط. لقد قرّر أن يساعد غيره. بدأ قناة على يوتيوب، يُقدّم فيها شروحات مبسطة عن البرمجة بلغة بسيطة، للشباب الذين مثله لا يملكون إلا هاتفًا قديمًا وحلمًا.
من مأساة شخصية إلى مشروع مجتمعي
مع الوقت، اكتسبت قناته آلاف المتابعين. تواصل معه شباب من قرى نائية يشكرونه لأنه فتح لهم نافذة أمل. قرّر بعدها أن يخصّص جزءًا من دخله لشراء أجهزة لابتوب مستعملة، يُهديها لمن يُظهرون شغفًا حقيقيًا في التعلّم.
كما بدأ تنظيم ورش تعليمية صغيرة في الجمعيات الخيرية، يُدرّب الشباب على المهارات الرقمية، ويُرشدهم لكيفية بناء مستقبلهم بجهدهم، لا بانتظار المساعدة.
عبارة لا تُنسى… من وسط الحزن خرج النور
“حين فقدت والدي، كنت أعتقد أن حياتي انتهت… لكنه في الحقيقة منحني سببًا لأبدأ.”
اليوم، “مـحـد” لا يزال يعيش في نفس الحي، لم ينتقل إلى فيلا، ولم يغيّر رقمه. لكنه أصبح رمزًا محليًا، يُضرب به المثل في الإرادة والنهضة بعد الانكسار.
لمسة أخيرة: كن الشرارة لقصة أخرى
من كان يظن أن مأساة تُصيب شابًا في مقتبل عمره، قد تتحوّل إلى حكاية تُغيّر مصير العشرات؟ لكن هذا ما يحدث حين يُواجه الألم بالإرادة، لا بالانكسار.
هل تعرف شخصًا مرّ بظروف صعبة لكنه لم يرضَ بالهزيمة؟ قصته قد تكون الشرارة التي تُشعل نورًا في حياة آخر لا يزال في العتمة. اكتب لنا عنها… فربما نرويها هنا يومًا.