فتاة في الـ17 هربت من منزلها… فماذا وجدت في الشارع؟ (قصة حقيقية تهز القلوب)

فتاة في الـ17 هربت من منزلها… فماذا وجدت في الشارع؟ (قصة حقيقية تهز القلوب)
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp
📢 شارك القصة مع من تحب

“كنت حاسة إني مخنوقة… ماكنتش عايزة أموت، بس كنت عايزة أختفي.” بهذه الكلمات المؤثرة بدأت “م”، فتاة في السابعة عشرة من عمرها، حديثها الصادم أمام إحدى الجمعيات المجتمعية التي تعنى بالفتيات المعرضات للخطر، بعدما تم العثور عليها في وقت متأخر من الليل وهي جالسة على رصيف شارع مهجور في أحد أحياء المدينة.

حياة عادية من الخارج… لكن الألم يسكن الداخل

لم تكن “م” مشردة أو يتيمة. على العكس، كانت تعيش في منزل يبدو للوهلة الأولى طبيعيًا؛ والد يعمل، وأم تهتم بالمنزل، ومدرسة تحضرها يوميًا، وملابس لائقة، وطعام على الطاولة. لكن هذا المشهد المثالي كان يخفي خلفه فراغًا روحيًا مرعبًا. لم يكن في بيتها حب، ولا احتواء، ولا دفء. كانت كل خطوة تقوم بها خاضعة للمراقبة، وكل كلمة تُحسب عليها، وكل خطأ يُعاقب بقسوة، لا حوار ولا عذر ولا مساحة للفهم.

والدها، رغم أنه لم يمد يده عليها، كان يستخدم صوته كأداة للعقاب. صراخه كان يهزّ جدران البيت، وكلماته تنفذ إلى القلب كسكين. أما الأم، فكانت كظل باهت، حاضرة بجسدها وغائبة عن المشهد الحقيقي. لا تتدخل، لا تعارض، فقط تهمس: “خلينا نعدي الليلة دي على خير.”

فتيل الانفجار… مجرد رسالة هاتفية

في أحد الأيام، وبينما كانت “م” تتحدث مع زميلة لها في المدرسة عبر الرسائل، أمسك والدها بالهاتف وقرأ ما كتبته. رغم أن الرسائل كانت عادية تمامًا، إلا أنه انفجر في نوبة من الغضب غير المبرر. اتهمها بأنها “بتضيع سمعة البيت”، وصرخ في وجهها أمام إخوتها، وشتمها بكلمات كسرت روحها من الداخل.

في تلك اللحظة، لم تكن “م” تفكر في التمرد أو إثبات الذات… فقط أرادت الهروب. لا تعرف إلى أين، لا تحمل مالًا أو خطة، فقط رغبة طاغية في أن تغادر المكان الذي يسحقها كل يوم دون رحمة.

الشارع… مرآة قاسية لكن صادقة

خرجت من البيت دون أن تنظر خلفها. ركبت أول وسيلة مواصلات مرت بها، ووصلت إلى محطة مهجورة في الضاحية. كانت الساعة تقترب من منتصف الليل، والشارع مظلم إلا من بعض الأنوار الخافتة. جلست على الرصيف، تحدق في الأرض وتحاول أن تفهم ما حدث… أو بالأحرى، ما الذي أوصلها إلى هذه النقطة.

مرّت الدقائق ثقيلة، ثم اقترب منها شاب بدا في البداية مهذبًا، سألها إن كانت ضائعة وعرض عليها المساعدة. لكن شيئًا ما في عينيه جعل جسدها يقشعر. بدأ الحديث يأخذ منحى غريبًا، نظراته لم تكن بريئة، وكلماته تحمل تلميحات مريبة.

شعرت بالخطر الحقيقي لأول مرة، فقامت بسرعة وركضت نحو محل صغير مضاء. صاحبه، رجل مسن، لاحظ اضطرابها، وعرف من نظرة واحدة أنها ليست فتاة شارع، بل فتاة خائفة وتائهة. استدعى الشرطة فورًا، وجاءت دورية ومعها موظفة من وحدة حماية الطفولة.

ملجأ آمن… وجلسة بوح لأول مرة

في الجمعية التي تم نقل “م” إليها، كانت تلك الليلة الأولى التي بكت فيها بلا خوف. حكت قصتها، تفاصيل صغيرة احتبست في صدرها لسنوات. لم تكن تحتاج إلى نصيحة، فقط إلى من يسمعها دون حكم.

تواصلت الجمعية مع عائلتها، واشترطت ألا تعود إلى منزلها إلا بعد جلسات توعية أسرية. الأب، بطبعه العنيد، رفض في البداية، لكن بعد ضغوط من الأقارب والمستشارين، وافق على حضور أربع جلسات.

في تلك الجلسات، جلس الأب في غرفة تضم آباء وأمهات فقدوا بناتهم بسبب القسوة، أو الإهمال، أو العنف غير المعلن. سمع قصصًا تشبه قصته، ورأى نفسه في عيون آباء آخرين. بدأ يدرك أن التربية ليست أوامر ونواهي فقط، بل احتواء وفهم ومساحة آمنة للخطأ والنضج.

لقاء جديد… وبداية مختلفة

عندما التقى بابنته من جديد، لم يقل شيئًا في البداية. فقط مدّ ذراعيه، واحتضنها… لأول مرة منذ سنوات. بكى، وهي بكت أيضًا. لم تُحل المشاكل كلها في لحظة، لكن الشرخ بدأ يُرمم. عاد بها إلى البيت، لكن هذه المرة بوعد: أن يُصغي، أن يحتضن، أن يعيد بناء الثقة من جديد.

“ماكنتش عايزة أهرب من البيت… كنت عايزة أهرب من الصوت العالي.” – م

درس لكل أب وأم… الأبوة ليست سلطة بل علاقة

هذه القصة ليست فقط عن فتاة هربت، بل عن آلاف مثيلاتها اللاتي يعشن في بيوت تُشبه السجون. البيوت ليست جدرانًا وأثاثًا، بل قلوبًا تحتضن وتفهم. والحب ليس ضعفًا، بل درعًا يحمي أولادكم من قسوة الخارج.

إذا لم يجد أولادكم الأمان في البيت، سيبحثون عنه في أماكن قد تكون أكثر قسوة وخطورة. إذا لم تحاوروهم، سيتحدثون مع الغرباء. وإذا لم تُظهروا الحب، سيشكون أنكم تحبونهم أصلًا.

هل تعرف فتاة مثل “م”؟

شارك قصتها. قد تُلهم عائلة لتعيد النظر في طريقة تعاملها مع أبنائها. قد تنقذ فتاة من الهروب إلى المجهول. وقد تكون أنت المفتاح الذي يفتح بابًا مغلقًا في قلب والد قاسٍ أو أم صامتة.

📢 شارك القصة مع من تحب
68 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

اترك تعليقًا أو أرسل موضوعًا أو قصة