زوجة قررت الطلاق في ليلة الزفاف… والسبب صادم!

لم يكن أحد في القاعة يتخيّل أن هذا الحفل، الذي ضجّ بالزغاريد والضحكات، سيكتب نهايته قبل أن يبدأ. فوسط الرقص والتهاني والتصفيق، كانت العروس “ن.ه” تجلس في الزاوية بوجه شاحب لا يشبه وجوه الفرح، وبيدين ترتجفان كأنهما تحملان سرًا ثقيلًا لا يُقال. لم يكن ذلك التوتر مجرد رهبة من ليلة العمر، بل كان إعلانًا داخليًا عن قرار مصيري: “أنا مش هكمل!”
زواج تقليدي… بدا كل شيء طبيعيًا
“ن.ه” فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها، خريجة كلية التربية، نشأت في أسرة بسيطة تُقدّر التقاليد وتحترم الأعراف. لم تكن ممن يؤمنون بالحب في زمن الجامعة، بل كانت تحلم بزواج مستقر من رجل محترم، يصونها ويحترمها. وعندما تقدّم لها “س.م”، شاب يعمل في إحدى الجهات الحكومية، وتحدثت عنه خالتها بكل خير، بدا الأمر وكأنه حلم تحقق.
لم تكن هناك مؤشرات تنذر بالخطر. بدا “س.م” هادئًا، ملتزمًا، لا يدخن، لا يسهر، وذو سمعة لا تشوبها شائبة. تمت الخطبة سريعًا، وبعد أقل من 3 أشهر، كان الزفاف يُخطط له على قدم وساق. لم يتح لها الوقت لتعرفه عن قرب، لكنها، كغالبية الفتيات في بيئتها، سمعت الجملة الشهيرة: “الناس بتتعرف على بعض بعد الجواز.”
ليلة الزفاف… بداية الانهيار
انتهى الحفل، وصعد العروسان إلى الغرفة وسط ضحكات الأهل والدعوات. كان قلب “ن.ه” يخفق بقلق، لكن شيئًا في داخلها كان يطمئنها أن الليلة ستكون بداية لحياة جميلة… حتى لحظة إغلاق الباب.
دخل “س.م” إلى الغرفة وأغلق الباب بعنف، ثم ألقى بجسده على الأريكة وقال بنبرة حادة: “يلا خلّصي بقى، أنا تعبان ومش ناقص دلع!” لم تفهم ما يقصده، لكن ملامحه كانت صارمة، خالية من أي مودة أو حتى ابتسامة. كانت تتوقع كلمة حلوة، لمسة حنونة، أي إشارة أنه سعيد بها. لكنه كان جامدًا، متوترًا، بل ومتسلطًا.
حاولت أن تخفف التوتر، أن تقترب، أن تفتح حوارًا بسيطًا… لكنه ردّ عليها بحدة: “أنا مش جاي أتكلم، إحنا متجوزين خلاص… خلّينا نخلص!”، شعرت بالرعب، لا من الفعل نفسه، بل من هذه الشخصية الغريبة التي لم تعرفها من قبل. كان في صوته تهديد، وفي عينيه استعلاء، وكأنه لا يراها إنسانة بل مجرد “واجب” يجب أن يُؤدى.
القرار… في أصعب لحظة
تراجعت للخلف، وقالت بصوت مكسور: “أنا مش جاهزة… خليني أتكلم معاك الأول.” لم يعجبه حديثها، بل ارتفع صوته وقال: “ده مش اتفاقنا… إنتي مراتي دلوقتي ومفيش حاجة اسمها مش عايزة!”
في تلك اللحظة، شعرت “ن.ه” بأنها ليست بأمان. لم تكن تلك ليلة العمر كما تخيلتها، بل كانت ليلة اختبار للكرامة. استجمعت شجاعتها، أمسكت هاتفها، وأرسلت رسالة لوالدتها تطلب فيها الحضور فورًا. لم تشرح كثيرًا، فقط كتبت: “تعاليلي دلوقتي… مش مرتاحة.”
وخلال دقائق، كانت أسرتها أمام باب الغرفة، ومع نظرات التعجب من الجميع، أعلنت “ن.ه” قرارها: “أنا مش هكمل… أنا مش مرتاحة، وحسيت بخطر من أول لحظة.”
ردود الأفعال… ما بين لوم وإعجاب
في اليوم التالي، تم تقديم طلب الطلاق رسميًا. البعض اتهمها بالجنون، كيف تترك كل هذا من أجل “شعور”؟! آخرون دعموها وقالوا إن ما فعلته شجاعة نادرة. وبينما كانت تحاول لملمة جراحها النفسية، وصلتها رسالة خاصة من فتاة لا تعرفها عبر إنستغرام.
قالت الرسالة: “أنا كنت مخطوبة لنفس الشخص، وفسخت الخطوبة بعد ما اكتشفت ميوله العنيفة… شكراً إنك كنتي قوية!” تلك الكلمات أكدت لها أن ما شعرت به لم يكن وهمًا، وأن القرار الصعب الذي اتخذته ربما أنقذها من سنوات من الألم.
من جرح إلى رسالة… بداية جديدة
لم تبقَ “ن.ه” أسيرة التجربة. بل قررت أن تحوّل ألمها إلى رسالة. بدأت في المشاركة بجلسات توعية للفتيات المقبلات على الزواج، تحكي قصتها وتؤكد على أهمية أن تشعر الفتاة بالأمان والاحترام، لا الخوف والخضوع.
قالت في إحدى الجلسات: “الناس قالت إني مجنونة… لكن كرامتي مش لعبة. الزواج مش صفقة، ولا عقد إجبار. أنا اخترت نفسي، واخترت أحميها من بداية كانت بتصرخ: اهربي!”
رسالة لكل فتاة… ولكل أسرة
الزواج ليس هدفًا في ذاته، بل وسيلة لبناء حياة مشتركة تقوم على الود والرحمة. لا تخجلي من أن تقولي “لا” حين تشعرين بالخطر. ولا تسمحي لأحد أن يقنعك بأن الخضوع أولى من الكرامة. فالعلاقة التي تبدأ بالخوف لا تُبني، وإنما تدمّر.
“أنا مش ضعيفة… أنا بس محترمة نفسي!” – كانت هذه كلمات “ن.ه” الأخيرة قبل أن تبدأ رحلتها الجديدة، أقوى، أوعى، وأكثر تصميمًا على ألا تتنازل عن حقها في الأمان والاحترام.
هل تعتقد أن “ن.ه” كانت محقة؟ هل سبق أن عرفت قصة مشابهة؟
شاركنا في التعليقات… فقد تكون كلمتك النور لفتاة أخرى تقف على مفترق طريق.