ابني يعيش معي لكنه لا يراني… وعندما تكلم أخيرًا صعقني بكلمته!

ابني يعيش معي لكنه لا يراني… وعندما تكلم أخيرًا صعقني بكلمته!
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp
📢 شارك القصة مع من تحب

لم تكن تبالغ حينما قالت، بعينين دامعتين وصوت مخنوق: “ابني بيعيش معايا… بس مش معايا. موجود بالجسد، غايب بالعقل والقلب. مبيكلمنيش، مبيضحكليش، حتى عينه مبتتلاقاش معايا.”

“نـهـى”، أم في الثلاثينيات من عمرها، لديها طفل واحد يُدعى “عـ”، يبلغ من العمر 10 سنوات. كانت دائمًا تعتقد أنها أم مثالية، تتابع دراسته، توفر له الطعام والملبس، وتحرص على سلامته. لكنها مؤخرًا بدأت تشعر بشيء ينكسر… شيء لا يُرى، لكنه يُحس. جدار من الصمت يُبنى بينهما، ببطء وثبات، حتى باتت تشعر أن “عـ” لم يعد طفلها، بل مجرد ساكن آخر في البيت.

طفل هادئ… أم منطفئ؟

في البيت، “عـ” لا يتحدث كثيرًا، لا يشارك في الأحاديث العائلية، لا يسأل، ولا يضحك كما يفعل بقية الأطفال. إذا توجهت له “نـهـى” بكلمات، أجاب بإجابات مقتضبة أو أحيانًا بهز كتفيه فقط. عيونه هاربة، خطواته ثقيلة، وقلبه… في مكان آخر.

اعتادت أن تجد غرفته هادئة، مظلمة قليلًا، وهو جالس على طرف السرير ينظر إلى لا شيء، أو يحمل هاتفًا لا يفتح تطبيقاته. لم يكن هناك تمرد صريح، ولا شغب… فقط غياب بطيء لألوان الطفولة.

بدأت “نـهـى” تتساءل: هل أخطأت؟ هل كان انشغالها الدائم سببًا؟ هل غضبها في بعض المواقف قد ترك ندوبًا في نفسه؟ وكلما حاولت التقرب منه، شعرت وكأنها تتحدث إلى جدار لا يُجيب.

الجملة التي كسرت كل شيء

وفي ليلة لم تنم فيها من التفكير، قررت أن تفتح قلبها وتكسر الصمت. جلست بجانبه وهمست: “هو أنا مضايقاك؟”

ظل صامتًا، يحدق في الأرض، ثم بعد دقائق طويلة قال دون أن يرفع رأسه: “مش مضايقاني… بس عمري ما حسّيت إني مهم عندك.”

انكسرت “نـهـى”. شعرت وكأن نصلًا غاص في قلبها. كانت تظن أنها تمنحه كل شيء، لكنها نسيت شيئًا واحدًا: الشعور بالأهمية.

لم تتذكر متى قالت له آخر مرة “أنا فخورة بيك”، أو “أنا بحبك”. لم تنتبه إلى أن وجودها معه كان جسديًا فقط… أما العاطفة، فغابت وسط الروتين والمهام اليومية.

الطفل لا يحتاج أمًا مثالية… بل قلبًا مفتوحًا

في اليوم التالي، قررت استشارة أخصائي تربوي. بعد حديث مطول، قال لها عبارة لم تنسها: “الأطفال لا يصمتون لأنهم بخير… بل لأنهم يصرخون من الداخل.”

وأوضح لها أن كثيرًا من الأطفال يُعبرون عن مشاعرهم بالصمت، بالانسحاب، وبالإغلاق العاطفي. ليس لأنهم غير مبالين، بل لأنهم جُرحوا في موضع لا يُرى.

قال لها: “ابنك محتاج يسمع إنه محبوب، محتاج حضن مش بس أكل ولبس. محتاج يسمع صوتك وإنتي بتسأليه: إنت كويس؟ إنت مبسوط؟ نفسك تقوللي إيه؟”

خطوة بخطوة… بدأت المعجزة

بدأت “نـهـى” تُغيّر طريقتها. لم تعد فقط تقول: “اغسل إيدك، ذاكر، نام”، بل صارت تبدأ جملها بـ: “إزاي كان يومك؟ اشتقتلك، نفسك نلعب إيه النهاردة؟”

بدأت تترك له رسائل ورقية صغيرة على مكتبه: “بحبك يا بطل… أنا فخورة بيك.” كانت تجلس بجانبه وقت المذاكرة، لا كمعلمة بل كصديقة. بدأت تشاركه أفلام الكرتون التي يحبها، وتضحك معه حين يقلد أصوات الشخصيات.

شيئًا فشيئًا، بدأت تلاحظ التغيير. في أحد الأيام، دخل عليها وهو يحمل رسمته وقال: “شوفتِ المدرس قال إني برسم حلو!”

وفي مرة أخرى، عاد من المدرسة وهو يقول: “كنت عايزك تكوني معايا لما كسبنا في الفريق.”

عـ… يعود من جديد

لم يعد الطفل الصامت كما كان. صار يضحك، يبادر بالحكي، يطلب منها أن تحكي له قصصًا قبل النوم. أصبحت نظرته أكثر دفئًا، وصوته أكثر وضوحًا. ليس لأنه تغير فجأة، بل لأنه شعر بالأمان. شعر أنه مهم.

أدركت “نـهـى” أن التربية ليست مجرد التزام، بل علاقة حقيقية. أن الحب لا يُفترض أن يكون مفهومًا ضمنًا… بل يجب أن يُقال، ويُسمع، ويُحس.

رسالة إلى كل أم وأب

لا تنتظر أن يكبر طفلك ليعاتبك. لا تنتظر أن يقول: “ماكنتش مهم بالنسبة لك.” راقب نظراته، ردود أفعاله، صمته الطويل. فربما يكون الصمت رسالة، وليس راحة.

افتح قلبك له قبل أن يُغلق قلبه. تحدّث معه كل يوم، حتى وإن كان مشغولًا. احتضنه بلا سبب. وكن حاضرًا بعاطفتك، لا فقط بوجودك الجسدي.

“ابني كان قدامي كل يوم… بس أنا مكنتش شايفاه. هو علمني أشوفه من جديد.” – نـهـى

هل عشت تجربة مشابهة؟

إذا كنت مررت بموقف شبيه، فلا تتردد في مشاركته. قد تكون كلماتك المفتاح لشخص آخر يعاني بصمت، ويبحث عن طريق للعودة إلى من يحب.

📢 شارك القصة مع من تحب
64 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

اترك تعليقًا أو أرسل موضوعًا أو قصة