لماذا أشعر بالضيق رغم أنني أصلي؟ سر غفل عنه الكثيرون

لماذا أشعر بالضيق رغم أنني أصلي؟ سر غفل عنه الكثيرون
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp
📢 شارك القصة مع من تحب

كثيرون يطرحون هذا السؤال المؤلم الذي ينبض بالصدق: “أنا أصلي وأقرأ القرآن، ومع ذلك أشعر بالحزن والضيق… لماذا؟” إنها ليست شكوى من العبادة، بل صرخة قلب يبحث عن المعنى. سؤال لا يأتي من غفلة، بل من قلب يريد أن يذوق الطمأنينة، ويتساءل بصدق: هل هناك خلل في إيماني؟ أم أن هناك شيئًا لم أفهمه بعد؟

حين تتحول الصلاة من لقاء إلى عادة

في كثير من الأحيان، نصلي… لكن قلوبنا غائبة. نكبر قائلين “الله أكبر”، بينما عقولنا مشغولة بالهاتف، بالعمل، بالمشاكل. نقرأ الفاتحة بسرعة وكأننا نردد محفوظة مدرسية، نسجد دون أن نشعر بالانكسار، ونركع دون خشية… ثم نتساءل: لماذا لا نشعر بالراحة؟

السر هنا: الصلاة فقدت روحها. لم تعد لقاءً مع الله، بل أصبحت طقسًا نؤديه دون وعي. وهنا يكون الخطر… فكما أن الجسد لا ينتعش من طعام لا يُهضم، فإن القلب لا ينتعش من عبادة بلا حضور.

هل قلت “الله أكبر” بقلبك؟

كل يوم، نقول في صلاتنا: “الله أكبر”. لكن… هل تمعنّا في معناها؟

الله أكبر من كل ما يقلقك. من حزنك، من قلقك، من وحدتك، من ذلك الصوت الداخلي الذي يقول إنك لست جيدًا بما يكفي. حين تدرك أنك تقف بين يدي من بيده كل شيء، فمن الطبيعي أن تجد راحة… لكن فقط إن دخلت بقلبك لا بجسدك فقط.

المشكلة ليست في الصلاة، بل في القلب الذي لم يُفرغ من الدنيا قبل الدخول إلى هذا اللقاء الإلهي.

حتى الأنبياء حزنوا… فكيف بك؟

ربما تظن أن الحزن يتعارض مع الإيمان، لكن انظر إلى يعقوب عليه السلام، وهو يقول: “إنما أشكو بثي وحزني إلى الله”. ألم يحزن رسول الله ﷺ حين فقد خديجة وعمه؟ بل سُمي العام بـ“عام الحزن”.

الحزن لا يعني أنك بعيد عن الله. على العكس، قد يكون الحزن هو الطريق الأقرب إلى الله… حين يكون صادقًا، خاشعًا، موجهًا لمن يسمع ويرى.

هل صلاتك تمسّ قلبك؟

الصلاة ليست مجرد واجب شرعي… إنها محطة شحن روحي. حين تقف بين يدي الله، لا تُكرر الكلمات فقط، بل استشعر أنك تناجي الله مباشرة.

حين تقول: “إياك نعبد وإياك نستعين”، قلها من أعماق قلبك، وكأنك تقول: “يا رب، أنا أحتاجك… لا أحد غيرك يستطيع أن يُصلح قلبي.”

وحين تقول: “اهدنا الصراط المستقيم”، تخيّل نفسك في صحراء مظلمة، تائهًا، لا ترى النور إلا في السماء، وتصرخ من قلبك: “دلّني… أرشدني… خذ بيدي.”

ثلاثة مفاتيح تغير كل شيء

إذا أردت أن تتحول صلاتك من “عادة” إلى “لقاء”، فإليك هذه المفاتيح الثلاثة:

  1. النية: اجعل كل صلاة وكأنها أول صلاة لك، وأنت تقف بين يدي من يعلم سرك ونجواك. لا تؤدي فرضًا فقط، بل قدّم قلبك.
  2. الخشوع: لا تسرح مع الأفكار. اجعل كل كلمة في الصلاة تلامس قلبك. تدرّب على التأمل في معاني الآيات.
  3. الاستحضار: تخيّل أن كل آية موجهة إليك. لا تقرأ فقط… بل ردّ في قلبك على كل آية كأنك تحاور الله.

الضيق ليس ضعفًا… بل نداء

حين تشعر بالضيق رغم أنك تصلي، لا تُعاقب نفسك، ولا تظن أن إيمانك ضعيف. على العكس… قد يكون هذا الضيق هو صوت الله يناديك: “اقترب”، “افتح قلبك”، “دع الدنيا عنك وارجع إليّ”.

الصلاة المفتوحة بالنية والروح، لا الجسد فقط، هي المفتاح. لا تيأس… بل اجعل كل لحظة وجع، بداية جديدة لرحلة صادقة نحو الطمأنينة الحقيقية.

رحلة العودة تبدأ بسجدة صادقة

في كل ركعة، هناك فرصة. وفي كل سجدة، هناك باب يُفتح. لا تستهن بسجدة فيها دمعة واحدة من قلب منكسر، فقد تكون تلك السجدة هي بداية شفاء قلبك كله.

ربما تحتاج أن تُعيد تعريف الصلاة لنفسك… لا كعبء، بل كهدية. لا كفرض ثقيل، بل كفرصة لقاء مع من يُحبك مهما فعلت.

هل شعرت بهذا من قبل؟

هل مررت بمرحلة كنت تشعر فيها أنك “تصلي… لكن لا ترتاح”؟ كيف استعدت روحك في العبادة؟ شاركنا تجربتك، فقد تكون كلماتك نورًا لقلب يبحث عن طريقه الآن.


“من وجد الله، فماذا فقد؟ ومن فقد الله، فماذا وجد؟” – ابن القيم

📢 شارك القصة مع من تحب
64 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

اترك تعليقًا أو أرسل موضوعًا أو قصة