شاب مدمن تاب في رمضان… ماذا حدث له بعد 3 شهور؟

شاب مدمن تاب في رمضان… ماذا حدث له بعد 3 شهور؟
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp
📢 شارك القصة مع من تحب

لم يكن “ع.ف” يعتقد يومًا أن شهرًا واحدًا، بل ثلاثين يومًا فقط، يمكن أن تغيّر مجرى عمر بأكمله. شاب في منتصف العشرينات، يملك من الوسامة ما يُخفي التعب، ومن الذكريات ما يُرهق الذاكرة، لكنه حمل على ظهره سنوات من السقوط، والتوهان، والإدمان… حتى جاء رمضان، دون أن يدعوَه، فدخل عليه كما يدخل الضوء في غرفة مغلقة بلا إذن.

الانحدار لم يبدأ فجأة… بل بنصف خطوة

كل شيء بدأ كما يبدأ عادةً، بسيجارة في جلسة أصدقاء، ثم “حبّة للمزاج”، ثم تعلّل بالضغوط، فخسر عمله، وبدأ يختفي عن البيت لأيام. الأم كانت تبكي، والأب كان يسأل في صمت، والأصدقاء تفرقوا. لم يكن أحد يراه، لكنه كان يرى نفسه ينهار ببطء، بلا قدرة على وقف النزيف.

في ليالٍ كثيرة، كان يجلس على سطح بيته، يشرب، يبكي، ثم يضحك وحده، ثم ينام وسط البرد. لم يكن يبحث عن السعادة… كان فقط يهرب من الألم.

ليلة واحدة… قلبت الموازين

في منتصف رمضان، وبينما كان صخب الليل يعمّ الشوارع، صعد “ع.ف” إلى السطح كعادته، لكنه كان منهكًا أكثر من أي وقت مضى. كان يشعر أنه اختنق. جلس يحدّق في السماء… النجوم صامتة، والقمر بعيد، لكنه تمتم فجأة بصوت مرتجف:

“هو أنا فعلاً ضايع؟ هو ربنا نسي زيّي؟ ولا أنا اللي نسيت نفسي؟”

في تلك اللحظة، بكى. بكى كما لم يبكِ من قبل. ثم قام، غيّر ملابسه، ونزل إلى الشارع. خطواته المرتبكة قادته إلى مسجد الحي، حيث كان صوت التراويح يملأ الجو. لم يتردد… دخل، ووقف آخر الصف، وخرّ ساجدًا.

لم يقرأ شيئًا، لم يطلب شيئًا… فقط بكى، حتى ظن الإمام أن هناك مصيبة. وبعد الصلاة، وقف طويلًا ينظر إلى الجدران، إلى السجّاد، إلى المصلين… وكأنه يرى الحياة لأول مرة.

العودة تبدأ باعتراف صادق

عاد إلى البيت، دخل على والدته التي لم تلمحه يبتسم منذ عام، وجلس عند قدميها. قال بصوت يكاد يُسمع:

“أنا عايز أبدأ من جديد… ساعديني.”

لم تسأله كيف ولماذا، فقط ضمّته كأنها تحتضنه منذ أن وُلد، وقالت: “ربك كريم يا ابني… وربنا بيحب اللي بيرجع.”

في اليوم التالي، كان يقف أمام مركز لإعادة التأهيل، يطرق الباب وهو لا يعرف إن كان سيخرج منه حيًّا، لكنه كان مصممًا على أن يخرج منه شخصًا مختلفًا.

ثلاثون يومًا من الصراع الداخلي

رمضان مرّ عليه وهو بين أربع جدران: جلسات علاجية، وجلسات بكاء، وساعات مواجهة مع الذات. لم يكن الصيام سهلًا عليه، لكنه كان يتلذذ بالجوع، لأنه يذكّره بأنه لا يزال حيًّا… لا يزال قادرًا على السيطرة.

قرأ القرآن لأول مرة بتمعّن، لم يفهم كل شيء، لكنه شعر أن كل آية كانت تُخاطبه وحده. سمع القصص، والوعود، والمغفرة… وبدأ يصدّق أن الله لا ييأس من عبد ضعيف، بل العبد هو من ييأس من نفسه.

بعد رمضان… ماذا تغيّر؟

انتهى الشهر الكريم، وخرج “ع.ف” من المركز، ليس فقط متعافيًا، بل إنسانًا جديدًا. قرر أن يُكرّس وقته لمساعدة الشباب الذين يشبهونه. التحق بمركز علاج تطوعي، وأصبح يُلقي كلمات أسبوعية للمدمنين الجدد.

بدأ يزور المدارس ليحكي قصته، لا كضحية، بل كدليل على أن الرجوع ممكن. كان يتحدث بصدق مؤلم، لكنه كان يقول:

“أنا مش هنا علشان أقولكم ما تغلطوش… أنا هنا علشان أقولكم إن الغلط مش نهاية الحكاية.”

اليوم، بعد 3 شهور فقط من لحظة البكاء تلك في المسجد، عاد “ع.ف” ليصلي الفجر كل يوم مع والده، ويحمل الإفطار لجيرانه الفقراء، ويُحضّر لمبادرة توعوية في الحي مع شباب المسجد.

الإدمان كان ماضيًا… لا قدرًا

نعم، كل شخص يملك ماضيًا، لكن ليس كل ماضي يعني نهاية. البعض يسقط ولا يقوم، والبعض يسقط، ويختار أن يحفر طريقه نحو النور بيديه. “ع.ف” لم يكن مميزًا، لكنه اختار أن يتوقف عن الكذب على نفسه، فقط هذا ما فعله.

يقول في إحدى كلماته:

“أنا ما كنتش ضحية الإدمان… أنا كنت ضحية اليأس. ولما قررت أصدّق إن ليّ فرصة، بدأت حياتي بجد.”

هل يمكنك أن تبدأ من جديد؟

الإجابة نعم. لا يهم كم خسرت، ولا كم أخطأت، ولا كم مرة وعدت ولم تنجح. مادام فيك نفس، فهناك فرصة. ورب رمضان… هو رب باقي الشهور. الباب لا يُغلق، والندم لا يُرفض، والدموع لا تذهب سُدى.

هل عرفت شخصًا مرّ بتجربة مشابهة؟ هل كانت لك لحظة رجوع صادقة؟

شاركنا… فقصتك قد تكون الضوء الذي ينقذ إنسانًا في الظلام.

📢 شارك القصة مع من تحب
62 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث
شارك موضوع الخبر
Facebook Twitter Telegram WhatsApp

اترك تعليقًا أو أرسل موضوعًا أو قصة