
تشهد الأزمة الليبية تطورات متسارعة في الأيام الأخيرة، مع تصاعد التوترات الميدانية وتزايد التدخلات الدولية في محاولة لإعادة إحياء المسار السياسي الذي تعثّر منذ أكثر من عام. وقد باتت ليبيا على مفترق طرق حاسم، ما بين العودة إلى الحوار أو الانزلاق مجددًا نحو الفوضى الأمنية.
اشتباكات عنيفة في طرابلس ومحيطها
تجدّدت الاشتباكات بين فصائل مسلّحة في العاصمة طرابلس، حيث اندلع قتال عنيف بين مجموعات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية وأخرى موالية لقائد قوات المنطقة الغربية. وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وسط مناشدات من منظمات حقوقية بضرورة وقف إطلاق النار.
وقد أغلقت بعض الطرق الحيوية، فيما عُلّقت الرحلات الجوية مؤقتًا في مطار معيتيقة الدولي بسبب القصف المتبادل.
تحركات دبلوماسية مكثفة
في المقابل، تشهد العواصم المعنية بالملف الليبي تحركات دبلوماسية مكثفة، حيث عقدت القاهرة وأنقرة وروما اجتماعات منفصلة لبحث فرص إعادة إحياء العملية السياسية، خصوصًا في ظل الجمود بين مجلسي النواب والدولة الليبيين حول القوانين الانتخابية.
كما دعت الأمم المتحدة على لسان مبعوثها عبد الله باتيلي إلى ضرورة “إعادة الزخم السياسي”، مؤكدًا أن التأخير في إجراء الانتخابات يهدد وحدة ليبيا واستقرارها.
دور القوى الإقليمية والدولية
لا تزال تركيا وروسيا ومصر من أبرز الفاعلين في المشهد الليبي، حيث تحاول كل دولة تعزيز مواقع حلفائها على الأرض. ويرى مراقبون أن استمرار حالة الانقسام الجغرافي والعسكري تُضعف أي محاولات لبناء سلطة موحدة.
وفي هذا السياق، حذر الاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات على معرقلي المسار الانتخابي، بينما دعت الولايات المتحدة إلى ضرورة انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.
خارطة طريق جديدة؟
تتحدث بعض المصادر عن إمكانية إعلان خارطة طريق سياسية جديدة خلال الأسابيع المقبلة، تتضمن تشكيل حكومة مصغّرة ذات طابع توافقي، مع تحديد جدول زمني جديد للانتخابات البرلمانية والرئاسية. لكن هذه الخطوة تصطدم بتباين مواقف الأطراف الليبية الرئيسية.
ويبقى السؤال المطروح: هل تنجح هذه التحركات في إخراج ليبيا من عنق الزجاجة، أم أننا أمام فصل جديد من التأزيم؟